وجه رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية النائب عبد الهادى القصبى، رئيس ائتلاف الأغلبية "دعم مصر" بمجلس النواب، نداءً للعالم أجمع فى ظل وباء كورونا الذى انتشر بمعظم الدول بضرورة الابتعاد عن الصراعات وسفك الدماء والحروب.
وقال القصبي في بيان له اليوم، الثلاثاء: "لعل هذا الوباء فرصة أن نعود لحظيرة القيم الإنسانية"، محذرا العالم من الاستمرار فى سياساته الاستعمارية والعدائية ومحاولات الهيمنة وفرض النفوذ والسيطرة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لإنتاج أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية والبيولوجية الفتاكة لأن هذا هو الدمار والخراب بعينه.
وأكد أن ما ينتجه العالم من أسلحة فى اليوم الواحد يكفى لإنقاذ مليونى نفس إنسانية، ولعل ما يشهده العالم اليوم من وباء وبلاء يكون مدعاة للتعاون وإعلاء القيم الإنسانية بدلا من إذلال الإنسان.
وأضاف: "لقد آن الأوان أن يراجع عالم اليوم نفسه ومصداقيته فيما يدعيه من شعارات كاذبة وخادعة تحت مسمى حقوق الإنسان، فبأى منطق نفسر ما يرد فى إعلاناتكم المتلاحقة لحقوق الإنسان من دعوة للحرية والإخاء والمساواة مع ما نشهده من ارتكاب جرائم فى جميع أنحاء العالم وما نشهده من حروب وقتل وصراعات وهيمنة ونهب واستغلال".
وتساءل: "كيف يستقيم ذلك مع عالم يعيش تحت تهديد الأسلحة النووية والبيولوجية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، وكيف تستقيم شعارات حقوق الإنسان مع تلك الإحصائيات التى تعلن عن الملايين يموتون جوعا فى الوقت الذى يلقى بصناديق القمامة فضلات الطعام من الكلاب والقطط ما يكفى لإنقاذ حياة الملايين من بنى البشر يموتون بسبب الجوع وكيف يستقيم هذا وملايين المهجرين قهرا يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء".
وطالب زعيم الأغلبية، العالم أجمع بأن يقف ويتدبر ما نزل على سيدنا محمد فى سورة "آل عمران" رقم ١٠٣ من القرآن الكريم والتى تقول: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تعقلون" صدق الله العظيم.
وأشاد القصبى بالدور الذى تقوم به مصر حتى فى ظل هذه الأزمة التى ألمت بالجميع، إلا أن مصر بلد القيم الإنسانية تلقن العالم من جديد درسا وتمد يدها بالعون للجميع فى وقت الأزمات، وهذا ما ظهر من موقف القيادة السياسية الحكيمة والتى أرسلت مساعدات طبية لكل من الصين وإيطاليا، وغيرها فمصر بدبلوماسيتها لقنت العالم درسا فى الإنسانية والقيم الأخلاقية.
وأوضح أن "الأزمة التى نمر بها لابد وأن يتوقف أمامها طويلا رجال الدين والعلماء والحكماء والساسة وأصحاب الفكر والمثقفون، فالمشهد العالمى ملطخ بالدماء والتعدى على حقوق الأبرياء، وربما هذا الامر دفع السماء للتدخل حتى نعيد النظر فيما حدث وسيحدث، لذلك علينا الإقلاع عن الفتن والحروب والتدمير وأن نعتصم بحبل الله وألا ننقسم ونختلف ونذكر نعمة المولى عز وجل وأن نعى قدرة المولى عز وجل وأن نتذكر ضعفنا، لذلك علينا أن نعود إلى حظيرة الحق".
واختتم القصبى بيانه موجها دعوة لكل إنسان فى هذا العالم أن يساعد فى القضاء على هذا الوباء والالتزام بعدم التواجد فى التجمعات وكل شخص يقدم جهدا فى عزل نفسه عن الآخرين.