قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه لا كفارة على من أفطر رمضان لعدة سنوات بغير عذر عند الإمام الشافعي -رضي الله عنه، مؤكدًا أن لا شيء يُغني عن قضاء ما عليه من الصيام.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «تركت صوم رمضان عدة سنوات بلا عذر، ولكني تبت الآن، وأصوم، فهل عليا كفارة، فماذا أفعل؟»، أن الإمام الشافعي -رضي الله تعالى عنه- يرى أن من أفطر رمضان بلا عذر فلا كفارة عليه، لأنه اعتبرها مُصيبة كبرى، فيما الكفارة تكون في مقابل ما يمكن تداركه، أما هذا، فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ».
وأضاف أن الشافعي قال: يصوم ما عليه يومًا بيوم، فبعد أن يصوم رمضان لا يصوم شيئًا إلا ويتوجه بنيته إلى أنه قضاء لما فات من رمضان، وليس عليه كفارة.
حكم من أدركه رمضان ولم يقض ما عليه من فوائت
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر السابق، إن من كان عليه قضاء صوم من رمضان الماضي فليسارع بقضائه قبل يوم رمضان المقبل ومن ترك القضاء تكاسلا فعليه فدية إطعام مسكين عن كل يوم أفطره ويصوم القضاء بعد رمضان.
وأضاف الأطرش لـ "صدى البلد" ردا على شخص يسأل: لا أستطيع قضاء ما علي من رمضان الماضي فهل علي ذنب، أم ماذا أفعل ؟ عليك صيام وإطعام مسكين عن كل يوم أفطرته وقيمة الوجبة تكون على حسب دخلك ومستواك المادي .
وتابع: إذا استمر التأخير إلى رمضان من العام الثاني أيضا لزمك كفارتان عن كل يوم، أي تطعم مسكينين عن كل يوم إفطار، مع وجوب القضاء، وإذا استمر التأخير لثلاثة أعوام لزمك ثلاث كفارات عن كل يوم، وهكذا.
حكم من أفطرت رمضان لعدة سنوات بسبب الحمل والرضاعة
قال الشيخ سعيد عامر، من علماء الأزهر الشريف ، إن المرأة لو أفطرت فى رمضان لعدة سنوات بسبب الحمل والرضاعة، فإنها تقضي ما عليها من أيام فقط إذا كانت صحتها تساعدها على الصيام.
وأضاف عامر، فى لقائه بإحدى البرامج الفضائية، أنه لو كان هناك مرض آخر يؤثر على الصيام بشهادة الأطباء فإنها تطعم عن كل يوم أفطرته.
ومن المقرر شرعا أنه مادام الإنسان يستطيع القضاء لا تصلح الفدية وحدها لأن الفدية للإنسان الذى لا يستطيع الصيام طول حياته فعليه ان يخرج فدية.
كيفية قضاء من أفطر رمضان لعدة سنوات
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق إن تعمد الفطر في رمضان من غير عذر شرعي "كبيرة" من كبائر الذنوب، والواجب على من فعل ذلك أن يقضي ما أفطره من رمضانات ماضية والإسراع في ذلك قدر المستطاع.
وأضاف الأطرش خلال إجابته عن سؤال كيف أقضي ما أفطرته في أكثر من شهر لرمضان ؟ قائلا: "صوم رمضان واجب، فمن أفطر فيه لعذر أو غير عذر وجب عليه القضاء لأن الصوم لا يسقط حتى يقضيه، ودين الله أحق أن يقضى".
وأوضح الأطرش أن التوبة مطلوبة في مثل هذه الحالات فإذا كان يعلم عدد ما أفطره فليقضي هذه الأيام دون نقصان وإذا لم يعلم عددها فيقضي ما يحصل له به اليقين أو غلبة الظن ببراءة ذمته والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
اقرأ المزيد:أعمال خير تساعد على رفع البلاء والشدائد والأمراض.. تعرف عليها
المصدر : صدي البلد