في مثل هذا اليوم وتحديدا يوم 8 أبريل 1970م، وفي تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا قامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية بقصف مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بخمس قنابل وصاروخين والتي كانت تتكون من دور واحد وتضم ثلاثة فصول، بالإضافة إلى غرفة المدير وعدد تلاميذها 130 طفلا أعمارهم تتراوح من 6 أعوام إلى 12 عامًا.
وفي هذا التوقيت أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانًا تفصيليًا بالحادث وأعلنت أن عدد الوفيات 29 طفلا وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 بينهم حالات خطيرة، وأصيب مدرس و11 شخصًا من العاملين بالمدرسة وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا، حيث بلغت 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب.
ونددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمدًا بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، بينما بررت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافًا عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.
ومن جانبه فقد كتب الشاعر الكبير صلاح جاهين قصيدة بعنوان "الدرس انتهى لموا الكراريس" لكي يسجل من خلال كلماته بشاعة ما فعله العدوان الغاشم ويترك علامة محفورة في جميع أذهان المثقفين بما حدث خلال تلك المجزرة.
فيما تحل اليوم الذكرى الـ 50 على الحادث الغاشم في حق الطفولة والإنسانية حرص موقع "صدى البلد" علي رصد تفاصيل ذلك الحادث الإرهابي، ففي مثل هذا شن العدوان الغاشم غارات بالطائرات الحربية علي مدرسة بحر البقر وأجرى الرئيس الراحل محمد أنور السادات زيارة إلى القرية وكلف بسرعة رفع أنقاض المدرسة بالإضافة إلى زيارة التلاميذ المصابين.
وتم إقامة نصب تذكاري يحمل أسماء الشهداء، ومدرسة تحمل اسم شهداء بحر البقر للتعليم الأساسي، بالإضافة إلى مستشفى بحر البقر التخصصي ووحدة محلية تحمل اسم الوحدة المحلية بشهداء 2 ببحر البقر.
ومن جانبهم فقد حرصت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة علي إقامة معرض لتخليد ذكرى الشهداء وتعريف الأجيال القادمة بهذا الحادث الأليم، داخل مدرسة بحر البقر حيث تم إقامة جناح خاص داخل المدرسة عبارة عن مجموعة من الصور للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالإضافة إلي قطعة من الرخام مدون عليها أسماء الشهداء من تلاميذ المدرسة جراء القصف وقطعة من القماش مدون عليها أيضًا أسماءهم.
وفي منتصف المعرض تم إقامة "فاترينة" من الزجاج بداخلها مجموعة من الكتب المُلطخة بدماء التلاميذ والكراسات ومجموعة من العرائس، إضافة إلى الشنط المدرسية القماش لتلاميذ المدرسة كأنها تتحدث عمّا حدث وتعتبر شاهدًا على وحشية الكيان الصهيوني.
ومن جانبه فقد أكد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية أن الثامن من إبريل من كل عام يذكرنا بدماء الأطفال الذكية التي سالت على أرض قرية بحر البقر بمركز ومدينة الحسينية وأصبحت الدافع لعودة الكرامة المصرية والعربية والقضاء على اسطوره الجيش الذي لا يقهر.
وأضاف محافظ الشرقية أن تلك المذبحة والتي راح ضحيتها 30 تلميذًا وأصيب ما يقرب من 50 آخرين على يد العدوان الصهيوني الآثم كانت نتيجة عمل وحشي يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية خلال هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية صباح الثامن من إبريل عام 1970، وقيام طائرات طراز «فانتوم 4» الإسرائيلية، بقذف مدرسة بحر البقر واغتيال أطفالًا في عمر الزهور.
ودعا المحافظ جميع المواطنين بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية والتي أعلنت عنها الحكومة للوقاية من فيروس كورونا المستجد مشيرا إلى أن الهدف منها هو حماية مصالح الجميع والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين.
كما أناب محافظ الشرقية المحاسب علي الصناديلي رئيس مركز ومدينة الحسينية لوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء مدرسة بحر البقر 2 في يوم ذكراها الـ 50 عرفانا بالجميل لما قدمه هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا في مدرستهم ينالون قسطا من العلم والمعرفة من أرواحهم ليسقطوا شهداء لمذبحة بشعة قام بها العدوان الإسرائيلي.
المصدر : صدي البلد