منذ تفشي فيرس كورونا، يسود العالم أجمع حاله من قلة الحيلة والربكة يتبعها الجمود أحيانًا والإنكار تارة أخرى، الكل يبحث عن المَخْرَج والفرار من أنياب ذاك الفيروس الفتاك، الحكومات تتصارع من أجل البقاء والحفاظ على أمنها البشرى، الأفراد فى حاله من القلق والترقب فى صمت لا يمتلكون غير الدعاء والنظر الى السماء، المرة الأولى منذ قرن من الزمان يجتمع سكان العالم حول مصير واحد وترقب واحد ومشاعر متقاربة وقلة حيلة تنتاب الجميع شعوبًا وحكومات.ومنذ قيام ثورة 30/6، والشعب المصرى خاصة يتطلع الى ثوره على أوضاعه الأجتماعيه والأقتصاديه والتعليميه والصحيه يتطلع الى التغيير فى شتى مناحى الحياه من أجل بناء دوله عصريه حديثه تتماشي مع دول القرن الواحد والعشرين، دولة تسعى بكل معتياطها لتحقيق أحلام وأمال مواطنيها ، أصبح الشعب بجميع فئاته وطبقاته يتمرد على بعض من الأوضاع الاجتماعية والثقافية زاد سقف التمنى وأصبح هناك أمل ينصب على القياده الجديده المتمثله فى شخص الرئيس وإدارته.أصبح الكل ينادى بمكافحة الفساد والمساواه والعودة الى الروح المصريه الأصيله ، منذ فتره ونرى ونسمع على شاشات التليفزيون وعبر وسائل التواصل الإجتماعى ، تحرك للدوله على مختلف الأصعده من بناء للطرق وحفر الأنفاق وبناء المصانع ومكافحة أوجه الفساد المتفشي منذ عقود طويلهكل هذا خلق صحوه للضمير الجمعى لدى المجتمع ، أصبحنا ننادى بأهمية التعليم والقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصيه وعودة هيبة المعلم ومكانته العلميه والأخلاقيه كما كانت أصبح الشعب ينادى بمناهج تعليميه تتماشي مع تقنيات العلم الحيث والمناهج التى تولد فكر بناء وأبداعى ، أفكار خارج الصندوق ، البعد عن التلقين والإطاله التى لاتتمشي مع روح العلم وأتباع طرق المنهج العلمى فى أنتقاء المعلومه وتوظيفهاأصبح المجتمع يناشد ويبحث عن الفن الهادف وأصبح الغالبيه العظمى من المواطنين لديهم نكوص لمشاهده الفن القديم وما يقدمه فن الزمن الجميل من ذوق راقى يسمو بالمزاج العام للمشاهد ، أصبح هناك ضمير جمعى يرفض كل ما يقدم على شاشات التليفزيون والسينما مما يطلق عليه الفن الهابط وأفلام المقاولات ، منذ فتره ليست بالبعيده أصبح هناك ثورات شعبيه ضد أغانى المهرجانات ومن يقوم بأدئها ومن يستمع لها ، أصبح هناك رفض لكل ما يقدم ولايراعى الذوق والحس والمزاج الجمعى للشعب المصرىأصبح هناك أصوات تناشد لاعلاء قيمة العلم والعلماء والمطالبه برفع مكانتهم العلميه والإجتماعيه والأدبيه والماليه أيضًا ، أصبح هناك نظره جادة من المجتمع أن هناك مشاكل كثيره لن تحل الى بالرجوع لأهل العلم والمعرفه كلا فى تخصصه ، أصبح هناك بارقة أمل كبيره فى عودة لغة الأرقام وتحرى الدقه فى كشف المعلومه من مصادرهاومنذ تفشي فيرس كورونا ونجد أن للعلم والأطباء خاصة دور خاص ومميز لمحاربة هذا الفيرس الوبائى ، أيقنا أن هناك جيش من الأطباء ، أيقنا أهمية التأمين الصحى الشامل وبناء المستشفيات والإهتمام بالجانب الصحى ايقنا أهمية البحث العلمى ودوره فى إنقاذ البشريه والعمل الجاد من أجل ضمان حياة الملايين من البشر ،أصبح لدينا يقين أن بالعلم والعلماء نمتلك سلاح قوى ومؤثر نتغلب به على مشاكل القرن الحالى ونضمن به جودة حياه الشعوب ، أيقنا أن بالعلم وحدة سوف نتغلب على مصاعب قد تواجهنا مستقبلا وبالعلم نستطيع أن نعيش مرفوعى القامه بين الشعوبلعلها صحوه للجميع نخرج بها من تلك الأزمه التى ألمت بالعالم أجمع، صحوه نتعلم منها الكثير والكثير ، نتعلم منها النظره الجاده لمجريات حياتنا ، نغير من أنفسنا فى البدايه نسعى للتحلى بقيمة المعرفه والتفكير المنطقى ، نعلى من قيمة العلم والعمل ، نغرس تلك المبادىء فى نفوس أطفالنا ، نستعيد روح الأسره ولم الشمل العائلى من جديد ، نتسلح بأمتلاك أدوات العصر من التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثه لانها سوف تسود بتوحش على مدار السنوات القليله القادمه ، نبحث عن شتي وسائل المعرفه ونسخرها لصنع مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمه ، نثمن قيمة الإنتاج والتصنيعوعلى اجهزة الدوله نشر المعرفه والثقافة الصحيه ونشر الوعى الصحى لضمان جيل من الأصحاء يستطيع مواكبة تلك التغييرات العالميه ، الأهتمام بالتعليم وتحديث المناهج والقائمين على تدريسها ، تطويع أمكانيات الدوله لخدمة البحث العلمى وأمتلاك المعرفه فى شتى العلوم والمجالات ، الأنفتاح على كل ما هو جديد فى العالم من تكنولوجيا وصناعه وزراعه وزيادة تبادل الخبرات والبعثات العلميه داخليا وخارجيا ، الأستمرار فى تحديث بنية التأمين الصحى الشامل ورفع كفاءة المستشفيات والأطقم الطبيه ، إنتقاء البرامج التليفزيونيه لبناء توجه معرفى وثقافى يواكب التغييرات المحليه والأقليميه والعالميه الحاليه ، إستثمار ذكاء الشعب المصرى وتطوير وتنمية الحس والذوق العام من خلال كل ما يقدم أو يعرض أو يسمع من فنون وآداب من خلال شاشات التليفزيون والمسارح والسينمات ودور العرض المتنوعة، لانعكاس كل هذا على خلق جيل واعى بمجريات الأمور على الساحه الداخليه والعالميه، وللحديث بقية.
المصدر : صدي البلد