لا تجد قبرًا كالمعتاد عليه، لا تجد من يحاوطك فى محنتك، عندما تكتشف أنك أصبت به، تصيبك الغمامة السوداء على عينيك التى لطالما رأت الأحداث المظلمة التى نعيشها، لم تكن تتوقع يومًا أنك ستصبح مثلهم وتتبادل الأدوار وتلتزم الحجر الصحى، ويأتى شخص غير شغوف بالأخبار يجلس مكانك ويتابعها رغمًا عنه فى محاولة منه لمعرفة كيفية الوقاية من شيء لوث هوائنا النقى وجعل حيواتنا كالجحيم.
أحدهم يرتدي كمامة وقفازا زيّن بهما بدلته الرسمية وشنطة عمله، والآخر ارتداهما مع جلبابه الذى يجعلك تدرك أن الوعى وصل للقرى والمراكز، والثالث شاب لم تكن احتمالية خوفه بالإصابة أكبر من احتمالية إصابة والديه، وآخر ارتداهما وهو يقصد عمله مسندًا رأسه على نافذة السيارة وهو حاملًا هم إصابته فى أى وقت ليس خوفًا على نفسه بل خوفًا على عائلته التى يخرج كل يوم ليوفر لهم قوت يومهم، وأخرى ترتديهما أثناء إحضار مستلزمات بيتها اليومية حيث تنزل من بيتها متربصة بكل من حولها خوفًا من ظهور أى أعراض على أى شخص.
تحولت مصرنا الحبيبة من البلد التى لا تنام إلى بلد خلت شوارعها من الضجيج، إنها مصر فى زمن الكورونا.. وذلك تنفيذًا لتعليمات رئاسة مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، التى إجتهدت فى الفترة الأخيرة بجانب الوزارات المعنية للحد من إنتشار فيروس كورونا المستجد عن طريق إتخاذ بعض القرارات التى كان أولها فرض حظر التجوال من السابعة مساءًا حتى السادسة صباحًا، وغلق المقاهى والمطاعم والملاهى .
وطبقًا لآخر تقارير صرحت بها وزارة الصحة اليوم بشأن عدد الحالات، فكان عدد الحالات المصابة بالفيروس أمس الأربعاء 110 حالات فيما يبلغ عدد الحالات الإجمالى 1560 حالة وعدد الوفيات 103 حالات.
المصدر : صدي البلد