ليس فقط المرض ما يعاني منه مرضى فيروس كورونا، هناك معاناة أخرى، لا تقل في ألمها عن المرض، وهو التنمر والسخرية، بل إن تبعاتها قد تكون واحدة من أسباب تفشي فيروس كورونا، حتى وفاة صاحبه، نظرا لعزوف المرضى عن إجراء التحاليل أو اللجوء للهروب من الحجر الصحي، خوفا للنظرة التي يرى بها الناس المرضى، للحد الذي وصل باعتباره "وصمة عار".
30% من حالات الوفاة التي حدثت بسبب فيروس كورونا، كانت قبل الوصول إلى المستشفى، بحسب تصريحات لوزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، وهي نسبة تشير إلى احتمالية تأثير التنمر، إلى جانب الوعي، على ذهاب المواطن المشتبه في إصابته بفيروس كورونا إلى أخذ الإجراءات الوقائية اللازمة، وهو أمر خطير، كثف وجوده ظاهرة التنمر والسخرية في التعامل مع المرضى.
الوقائع السابقة، منذ ظهور فيروس كورونا، تثبت تفشي ظاهرة التنمر هي الأخرى، بداية من واقعة التنمر على شاب صيني أعلى الطريق الدائري، بالقرب من المعادي، بعد تداول مقاطع فيديو تسجل واقعة التنمر على الشاب الآسيوي، أعلى الطريق، ودلت تحريات الواقعة، أن السائق أكره الشاب الصيني على النزول من السيارة، وتركه يتوسل لأصحاب السيارات أن يركب معهم.
وفي إطار إجراءات عزل قرية الهياتم بالغربية، 14 يوما تبين هروب أحد أهالى القرية من العزل و ذهابه إلي عمله، وهو ما يظهر التهاون في التعامل مع الفيروس.
واقعة أشد قسوة، عندما رفض أهالي قرية بولس بالبحيرة، دفن جثة مسن، إثر وفاته بسبب كورونا، لولا تدخل أجهزة الشرطة لـ تكشف الواقعة عن جانب مظلم في تعامل الناس مع المرض.
الحل في التوعية
النائب حاتم باشات، عضو مجلس النواب، عن استياءه من تنمر بعض المواطنين على مرضى فيروس كورونا، حتى دفع البعض لاعتبار المرض "وصمة عار" على صاحبه.
وتابع النائب حاتم باشات، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن هذا الأمر دفع المواطنين للإحجام عن الحجر الصحي والهروب من إجراء التحاليل، إلى جانب رفضهم التبليغ عن المخالطين.
واستنكر عضو مجلس النواب قيام بعض المواطنين بمنع دفن جثة متوفى بسبب كورونا، لولا تدخل الأمن، مطالبا بتوعية المواطنين لتغيير ثقافتهم ضد هذا الأمر.
وأكد النائب حاتم باشات ضرورة أن تكون هناك توعية للمواطنين متى يمكن نقل عدوى فيروس كورونا، حيث إنه حال التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية المعلن عنها من جانب منظمة الصحة العالمية، وبذلك يكون قد تفادى الإصابة بالفيروس بنسبة كبيرة.
كما علق النائب عاطف مخاليف، عضو مجلس النواب، على حالة التنمر التي يتعرض لها مرضى فيروس كورونا، مشيرا إلى أن طبيعة الفيروس هي التي جعلت البعض يتعامل معه بهذا الشكل.
وقال النائب عاطف مخاليف، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إنه من الضروري أن تتم نوعية المواطنين بشأن الفيروس وطرق انتقال العدوى والوقاية منها، كما يجب التأكيد أن المصابين بالفيروس يتعافون منه بصورة طبيعية، لذا لا يجب التعامل معهم بطريقة غير لائقة.
واستنكر عضو مجلس النواب، هروب بعض المواطنين من الحجر الصحي أو إجراء التحاليل بسبب نظرة المواطنين لمرضى فيروس كورونا، مشيرا إلى أن نسبة 30% من المتوفين توفو قبل الوصول للمستشفي، كما أعلنت وزيرة الصحة أمر مقلق للغاية.
دار الإفتاء
وفي فتوى لدار الإفتاء عن الظاهرة، قالت: "التشاؤم والاستهزاء والتحقير والتنمر بالمصابين والمرضى سلوك ذميم منهيٌ عنه شرعًا، والواجب على المسلم أن يتجنب المريض لـ عدم انتقال المرض إليه". فضلا عن إيضاح مركز الأزهر العالمى للفتوى الالكترونية الحكم الشرعى فى الحجر الصحى وحكم الامتناع عنه ،مؤكدا أن الحجر الصِّحي واجبٌ شرعيٌّ على المَرضَى والمُصَابين بمرضٍ مُعْدٍ، والامتناعُ عنه حرام دينيا وكارثةٌ إنسانيَّة يرتكبها الإنسان في حقِّ نفسِه ودِينه ووطنه.
المصدر : صدي البلد