ورد سؤال الى الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية يقول صاحبه: " إذا أغلقت المساجد بسبب الوقاية من انتشار الأمراض والأوبئة ، فهل يُكٌتَب ثوابُ صلاة الجماعة لمن كان يصليها في المسجد ؟
رد الدكتور مجدي عاشور قائلا: جمهور الفقهاء على أن صلاة الجماعة فرض كفاية ، يعني إذا فعلها البعض في المسجد سقط الإثم عن الباقين ، وقيل : هي سُنَّة مؤكدة ، وعلى قول الجمهور من صلاها وحده في البيت أو العمل لا يأثم شرعًا .
وأضاف عاشور صلاة الجماعة من الشعائر التي لها أجر عظيم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " صَلاةُ الجَمَاعَةِ أَفضَلُ مِنْ صَلاةِ الفَذِّ (أي الفرد وحده) بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ درَجَةً" . بل إن لها فضلًا وثوابًا فوق هذا الثواب ، وهو أن الإنسان يُؤْجَرُ عليها من أول خروجه من بيته وسَعْيِهِ لها إلى المسجد ، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " … وذلكَ أَنَّهُ إِذا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلى المَسْجِدِ، لا يُخْرِجُه إِلاَّ الصَّلاةُ ، لَمْ يَخْطُ خَطْوةً إِلاَّ رُفِعَتْ لَه بهَا دَرَجَةٌ ، وَحُطَّتْ عَنْه بهَا خَطِيئَةٌ " .
وأوضح مستشار المفتي أن من كان يفعل عبادة أو خيرًا ومنعه شيء من فعله ، وهذا الشيء خارجا عن إرادته واستطاعته ، فإنه يأخذ أجر ذلك العمل كأنَّه فَعَلَهُ ؛ لأنه معذور ، والمعذور مُخَفَّفٌ عنه ومأجور ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذَا مَرِضَ العَبْدُ أوْ سَافَرَ ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا " . ويُقَاسُ على الصلاةِ كُلُّ عبادة أو عَمَلِ خيرٍ اعتاده المسلم ، ثم منَعَه مانعٌ مٍن فِعْلِه .
والخُلاصة : أنَّ المسلم إذا كان يذهب إلى المسجد لصلاة الجماعة أو الجمعة ، ثم منعه مانع من غير إرادته ، كما في حالة الخوف من انتشار الأمراض والأوبئة ، فعليه أن يلتزم بقرار الدولة في عدم الذهاب للمساجد ، ويكون له أجر صلاة الجماعة .
المصدر : صدي البلد