قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، إن إلقاء السلام سنة عند جمهور العلماء، وهو سنة عين على المنفرد، وسنة كفاية على الجماعة، والأفضل السلام من جميعهم لتحصيل الأجر، وأما رد السلام فهو فرض بالإجماع.
وأضاف «عاشور»، فى إجابته عن سؤال «ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن وهل يجوز لقارئ القرآن رد السلام؟»، أن من دخل على أناس يصلون أو يقرأون القرآن فالمشروع هو أن المصلي يرد بالإشارة والقراء يردون بالكلام، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسًا في أصحابه فرأى رجلًا قد أساء صلاته فلما سلم جاء الرجل وسلم عليهم ورد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- السلام وقال له: ارجع فصل فإنك لم تصل، وكانوا يسلمون على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في الصلاة فيرد عليهم بالإشارة عليه الصلاة والسلام.
وبيًن أن قراءة القرآن ليست فريضة ولكنها سُنة فإلقاء السلام على من يقرأ القرآن ورد السلام لا شيء فيه، فينهى الآية التى يقرأها ويصدق ثم يرد السلام.
حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟
اختلف الفقهاء في إلقاء السلام على القارئ للقرآن ونحوه، وقال ابن حجر في فتح الباري: وأما المشتغل بقراءة القرآن، فقال الواحدي: الأولى ترك السلام عليه، فإن سلم عليه كفاه الرد بالإشارة، وإن رد لفظا استأنف الاستعاذة وقرأ.
وذكر الإمام النووي في إجابته عن سؤال: «ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟»: «وفيه نظر، والظاهر أنه يشرع السلام عليه، ويجب عليه الرد. ثم قال: وأما من كان مشتغلا بالدعاء مستغرقا فيه مستجمع القلب، فيحتمل أن يقال هو كالقارئ، والأظهر عندي أنه يكره السلام عليه لأنه يتنكد به ويشق عليه أكثر من مشقة الأكل.
أفضل وقت لقراءة القرآن
يستحب قراءة القرآن الكريم أولًا في الثلث الأخير من الليل فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ؟».
الوقت الثاني الفجر يستحب قراءة القرآن الكريم في هذا التوقيت، كما قال تعالى «أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا»، ففي هذا الوقت تتنزل الرحمات.
الوقت الثالث بعد صلاة الصبح يستحب قراءة القرآن الكريم في هذا التوقيت: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا في النِّدَاءِ والصّفِّ الأوّلِ ثُمّ لمْ يَجدُوا إلّا أنْ يَسْتَهِمُوا عَليه لاسْتَهَمُوا، ولوْ يعْلَمونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبقُوا إليه، ولوْ يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأَتَوْهُما ولوْ حَبْوًا». باقي أوقات النهار: مع ملاحظة أن سيدنا عمر رأى شابًا يقرأ القرآن في وقت العمل، فسأله: «مَن يطعمك؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبد منك، إنما أنزل هذا القرآن ليعمل به، أفاتخذت قراءته عملًا؟».
المصدر : صدي البلد