بالرغم أنني تعبت من التكرار، وكأني أنفخ في قربة مقطوعة، إلا أنني سأظل أكتب في كل مرة، إلى أن يصل حديثي لكل مصري يعيش على أرض المحروسة، وخاصة، هؤلاء المنفصلون عن الدولة، لكن أتمنى أن يكون قبل فوات الأوان.. هؤلاء المنفصلون عن الدولة، يعيشون كالمغيبون، لا يفكرون، لا يبالون ولا يعيرون للدولة أي أهمية، سواء في قرارات حظر أو غيره.
أكتب في نفس الموضوع، محذِّرةً، للأسبوع الرابع على التوالي، ليستيقظ الغافلون من غفلتهم.. أراهم بأم عيني، من شرفة المنزل، يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، يذهبون هنا وهناك يختلطون ويخالطون، ويعزمون الأقارب على وليمة غذاء أو عشاء، وبالرغم من أنني حذَّرت بعضهم من خطورة الأمر، إلا أنهم يضحكون ويقولون: "خليها على الله"، وذلك دون أن ينغص عليهم فيروس Covid 19 أو غيره، بل لا يعبئون أصلًا بما يحدث في العالم، وكأن هذا "الكوفيد"، أو الوباء هو من وحي خيالنا! تُرى أهؤلاء المنفصلون هم على حق، أم نحن؟
في الحقيقة، الحكومة قدَّمت كل ما في وسعها، من توعية ورفع للمعنويات، بل وراهنت (خطئًا) على وعي الشعب وأخشى أن تخسر الحكومة الرهان خلال الأيام القادمة.
الحكومة اعتبرت أن الشعب ناضج، وقامت بتوعيته بكل الوسائل، وحذرته من تبعات المخالطة بين الناس، وأوضحت له طرق السلامة والوقاية من فيروس كورونا.. وتركت له حرية القرار.
وبالرغم من أنها فرضت عليه حظر جزئي، من السابعة وحتى السادسة صباحًا، ترى هؤلاء المنفصلون عن الدولة، كالطفل الصغير ينتظر ساعة "فك الحظر" ليخرج مسرعًا، لمجرد أنه يشعر بأنه يكسر حاجز الحظر.. في الحقيقة، أنها منتهى الأنانية وعدم المسئولية واللاوعي.
ما يشعرهم بالطمأنينة، أنهم كلما سمعوا أرقام المصابين بفيروس كورونا، كل ليلية، فرحوا وانتشوا، مع أن القصة لم تنته بعد، وعلم الغيب لا يعلمه إلا الله.. يتشدقون بعبارات "احنا المصريين.. احنا الفراعنة.. كورونا إيه وكلام فاضي إيه".. والله كنت أتمنى لو ضحكت الحكومة على هؤلاء الأغبياء وبالغت في معدل أرقام المصابين، لإخافتهم وشعورهم بمزيد من القلق، على أرواحهم وأرواحنا، نحن المصريون!
أتمنى أن تكون النتيجة المرجوة، هي سلامة مصرنا الحبيبة.. نعم الحكومة وضعت على الشعب كامل المسؤولية، وتركته يتحمل نتاج أفعاله.. لكن في بلد المائة مليون بني آدم، إذا ما انتشر الوباء في مصر، لا قدر الله، سيدفع الشعب كله بسبب (المنفصلين الجهلاء) ثمن جهلهم.ولا ألقي باللوم على الحكومة، فقد استنفذت كل الوسائل لاحتواء الفيروس، إلا أن الشعب، مع الأسف، بجهله، يأبى أن يتعاون معها بوعي ونضج، لمدة أسبوعين فقط.. فماذا سيكون الحال عندما تنفجر المستشفيات نتيجة الإصابات؟ سيتمنى الشعب لو أنه لم يتحرك لحظة من بيته.والله إني لأخشى علينا جميعًا كأمهات، أن تسمع واحدة صراخ طفلها ولا تستطيع الاقتراب منه، وحتى إن لم تخشَ، فسيمنعها المانعون، وكم من شاب سيودع أبويه من خلف الزجاج دون أن يتحرك لإنقاذهما.لنتحمل بعضنا، كل زوج وزوجة، كل أب وأم، فليتحملوا صراخ أطفالهم وهم في أحضانكم، دون الحاجة لتسريحهم لترتاحوا أنتم، فألم الوحدة والفراق أبشع.
من قلبي: يا جماعة.. قد تكون كلماتي شديدة اللهجة، لكن هذا حبًا فيكم وفي مصرنا الغالية.. أرجوكم فعلًا هذه المرحلة تحتاج لتكاتفنا جميعًا، تحتاج وعي كامل من كل فرد فينا، تحتاج أن يبلغ الحاضر الغائب.أرجوكم أيها المنفصلون عنَّا، اتقوا شر الوباء والبلاء.. إنكم لن تدركوا نتيجة أفعالكم، إلا أن تصبكم مصيبة تفقدكم أحبابكم.. أرجوكم، لا تجعلوا حبكم للحياة وعزومتكم وقهوتكم، أغلى من حياة أهاليكم وذويكم!!.
من كل قلبي: الآن وبعد أن تخطينا حاجز الألف مُصاب، كما كانت قد حذَّرت وزيرة الصحة النشيطة، أعتقد أنه آن الأوان للحكومة أن تفرض حظرًا كُلِّيًا خلال الأيام القادمة لعدم تفشي الوباء.. كما أطالب رئيس الوزراء المحترم الهُمام، الدكتور مصطفى مدبولي، بفرض مزيد من العقوبات والغرامات، بل وتغليظها، على كل من تسَوِّل له نفسه، إيذاء الآخرين، بجهله وحماقة تصرفه.
وختامًا أعزائي القراء.. من فضلكم قوموا بمشاركة المقال مع كل من تعرفونه، كل أسرة، سواء في الريف أو الحضر، في الأحياء العشوائية، ليصل حديثي لكل مصري يعيش على أرض مصرنا الحبيبة، ليقدم النصح لمن لا يعرف، فهذا واجب قومي سيسألكم عليه رب العالمين… اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
المصدر : صدي البلد