يعتبر طارق سليمان، مدرب حراس الأهلي والمنتخب الأوليمبى السابق، ومدرب المقاولون العرب حالياً، واحداً من أبرز نجوم ومدربي حراسة المرمى في الكرة المصرية، وكانت بداية طارق سليمان مع كرة القدم فى سن العاشرة فى الحامول بكفر الشيخ، حيث نادي الزعفران الذي كان يلعب بالدرجة الثالثة وتولّى مهمة حراسة مرمى فريقه حتى الثانية عشرة، وانتقل بعدها إلى النادي الأهلي في نهاية الثمانينيات.
انتقال سليمان إلى النادي الأهلي شهد مفارقة غريبة جدًّا، خاصة أنه كنت مرشحًا في البداية للانضمام إلى نادى الزمالك؛ ففي عام 1985 حضر حلمي طولان مدرب فريق الزمالك 20 عامًا لخوض مباراة ودية أمام فريق الزعفران الذى كنت يتولّى حراسة مرماه، وللأسف لم يكن يشارك فى تلك المباراة، ولكن طولان شاهده وأشاد بإمكانياته البدنية، وعلى الفور طالب بضمه للزمالك مقابل 25 ألف جنيه.
عرض مصطفى حسين (أبو الناشئين) ومكتشف الأشبال فى النادي الأهلي على مسئولي القلعة الحمراء استضافة فريق الزعفران الذى يلعب بين صفوفه لمتابعته على الطبيعة فى مباراة ودية أمام فريق الأهلي، وهو ما حدث بالفعل، وشارك في المباراة الودية، وكانت دعوة الأهلي وقتها لفريق الزعفران كانت تشمل حصول كل لاعب على «مصروف جيب» 10 جنيهات ووجبة غداء داخل النادي الأهلي وحضر مجلس إدارة نادي الزعفران بالكامل اللقاء الذى قام بالتوقيع بعده مباشرة على عقود الانتقال إلى النادي الأهلي.
وقع للأهلي بعد تلك المباراة الودية مباشرة مقابل 10 آلاف جنيه بعد خوض الأهلي مباراتين وديتين مع الزعفران بكفر الشيخ لفريق 18 سنة المطعم ببعض نجوم الفريق الأول من الأهلي، وكانت بداياته مع فرق الناشئين بالنادي الأهلي بمشاركته في العديد من البطولات وحسم الكثير منها مع فرق الناشئين بالنادي الأهلي، كما حقق انتشارًا واسعًا مع جميع منتخبات الناشئين وقتها وانضم لمنتخب مصر 16 سنة الذي كان يقوده الراحل طه بصري، ولكنه تعرض للإصابة ولم يشارك في مونديال الشباب بكندا رغم مشاركته في مباراة العودة أمام الجزائر في المباراة المؤهلة للمونديال بعد إصابة باسم خيرت الحارس الأساسي.
وكانت أول مباراة رسمية له مع الفريق الأول أمام فريق السكة الحديد وكان يقود الأهلي وقتها الكابتن محمود السايس وكانت تقريبًا في دور الـ 32 الذي كان يتم الدفع به في الأهلي باللاعبين غير الدوليين ونفس الأمر بالنسبة لدور الـ16، وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدف لكلٍّ منهما قبل أن يتم الاحتكام لركلات الجزاء التي تمكن خلالها من التصدى لركلتي جزاء، كما أنه كان احتياطيًا لأحمد شوبير فى البطولة العربية التي أقيمت بمصر بمشاركة المريخ السوداني واتحاد جدة السعودي.
وفى موسم 1993 وكان الأهلي يضم بين صفوفه العديد من حراس المرمى، وهم أحمد شوبير وخالد الضبع إلى جانب الأفريقي ليسوتو الذى تم التعاقد معه، وعلى الفور قرر الرحيل عن النادى وكان معه خالد مصطفى الذى انتقل معه إلى صفوف المقاولون ولكنه لم يستمر سوى 7 أشهر بسبب بعض الخلافات مع مسئولى المقاولون.
وكانت رحلة سليمان مع المقاولون موفقة جدًّا ومرَّ خلالها بسنوات ناجحة، وإذا كان يتحدث دائمًا عن أن الأهلي بيته فإن المقاولون العرب لا يقل أهمية على الإطلاق عن النادي الأهلي؛ حيث قضى بين صفوفه 12 عامًا حقق خلالها 4 بطولات، وللعلم كان إنجازًا كبيرًا أن يحقق نادٍ بخلاف الأهلي والزمالك ناديي العاصمة الفوز ببطولة وسط هذه المنافسة من القطبين.
تلقى سليمان بعد هذا التألق عرضًا من أحد الأندية التركية مع لاعب الإسماعيلي محمد صلاح أبو جريشة للمعايشة بصفوفه لمدة أسبوع، ولكن مسئولى المقاولون رفضوا منحه جواز السفر بسبب رفضهم احترافه، رغم أنه قام بالتجديد وقتها ولو نجح وقتها فى الحصول على جواز السفر لسافر مباشرة لخوض التجربة ولكن الموضوع انتهى.
وتعتبر مباراة المقاولون والفتح المغربي في بطولة أبطال الكئوس الأفريقية موسم 1995 بالمغرب هي المباراة التي لم ينسها في مسيرته الكروية، والتي نجح المقاولون خلالها في الفوز بهدف نظيف وقدم خلالها أداءً طيبًا للغاية.
وبدأ مسيرته التدريبية في قطاع الناشئين وبعد ذلك جاء ترشيحه للعمل مع حسام البدري خلال تجربته مع المريخ السوداني، وكان ترشيحه من خلال محمد رمضان نجم الأهلي السابق وعماد النحاس مدافع الفريق الأسبق الذي قام بترشيحه لحسام البدري بعد اعتذار أحمد ناجي عن العمل معه في السودان، وبالفعل انضم لجهاز البدري في المريخ السوداني وحقق معه بطولة الدوري السوداني للمريخ الذي عاد لحصد البطولة بعد عدة أعوام من هيمنة فريق الهلال السوداني على الدوري.
مؤخرا.. قاد تدريب حراس مرمى المنتخب الأولمبي في جهاز شوقى غريب، وتم تكليفه مطلع هذا العام بمهمة مؤقتة مع المنتخب الأول في بطولة الأمم الأفريقية بعد إصابة عصام الحضري بكورونا، قبل أن يستقر فى الجهاز الفني بالمقاولون العرب بقيادة شوقي غريب، وخلال مسيرته التدريبية توج طارق سليمان بـ15 لقباً مع النادي الأهلي.