"أصل الحكاية فى الرياضة".. هي سلسلة من الحكايات المثيرة والملهمة فى كرة القدم، وغيرها من الألعاب، نقصها على المتابعين والقراء، فى 30 حلقة طوال شهر رمضان المبارك، ونستعرض فيها قصصا لها ذكريات خاصة مع الجماهير، ونحاول فى هذه الحلقات، أن نثرى القراء بحكايات متنوعة ومختلفة بين الكرة المحلية والعالمية، وكذلك الألعاب الأخرى.
الآن مع الحلقة الرابعة (موسامباني أبطأ سباح يدخل تاريخ الأولمبياد بهدية من القدر)
حكايتنا اليوم أصلها يعود إلى تاريخ الألعاب الأولمبية وهي قصة السباح الغيني الشهير إيريك موسامباني، والذى شارك فى أولمبياد سيدني عام 2000، بعدما أرسلت اللجنة الأولمبية الدولية دعوة لدولة غينيا الاستوائية بإرسال فريق سباحة للمشاركة باسمها فى الأولمبياد، وهو ما دفع الحكومة الغينية لعمل إعلانات مكثفة تطلب شبابا للمشاركة وتمثيل غينيا فى الأولمبياد، نظرًا لأنه لم يكن أى سباح غيني مسجل فى اللجنة الأولمبية الدولية.
تقدم لتمثيل البعثة الغينية شخصان هما إيريك موسامباني وفتاة أخرى تدعى "باولا"، ليمثلا فريق غينيا الاستوائية للسباحة وكل أفراد بعثتها فى سيدني 2000، ونظرًا لعدم وجود حمامات سباحة فى غينيا مماثلة للحمام الأولمبي، فاضطرا للتدريب بمفردهما فى أحد حمامات السباحة صغير الحجم بدون مدربين ومشرفين.
ومثل "إيريك موسامباني وباولا" دولة غينيا الاستوائية فى أولمبياد سيدني 2000، ويقول "إيريك" عن تدريبات ما قبل المنافسة في الأولمبياد، "كنت أقف مذهولًا وأنا شايف السباحين الأمريكان بيتدربون وكنت حاسسهم كائنات فضائية مش بشر عاديين من سرعتهم وطريقتهم فى السباحة".
وجاء القدر ليمنح "إيريك" قدرًا من الشهرة وتخليد اسمه في التاريخ، بأن يقوم السباحون المنافسون له بعمل بداية خاطئة ويتم استبعادهم من السباق، ليخوض إيريك وفي مشهد تاريخي السباق بمفرده في الحمام الأولمبي بسيدني أمام 17000 متفرج فى الملعب، ومئات الملايين أمام الشاشات وكأن التاريخ مصمم يخلد اسمه وتجربته.
وكان إيريك مشاركًا في سباق "100 متر حرة"، وكان مطلوبًا منه تسجيل زمن قدره دقيقة و10 ثوانٍ للصعود للنهائي، لكنه أنهى السباق في زمن قدره دقيقة و52 ثانية وعلى الرغم من إنه كان أبطأ زمن فى تاريخ الألعاب الأولمبية في هذا السباق إلا أنه سُجل كرقم قياسي جديد "وأول"على مستوى بلاده غينيا الاستوائية.
ويقول "إيريك" عن السباق، "تعبت كثيرًا في اللفة الثانية من السباق وكدت أقف كثيرًا لكنني تذكرت أني أمثل بلادي أمام العالم وتحاملت على نفسى وأكملت لنقطة النهاية".
فيما عاد "إيريك" لبلاده، وقرر التدريب باستمرار ليتأهل بجدارة لأوليمبياد أثينا 2004، ولكنه لم يستطع الاشتراك بسبب مشكلات فى تأشيرات السفر، ولكنه أصبح مدربًا لمنتخب بلاده للسباحة، وأصبحت قصته أشهر وأغرب القصص إلهامًا في تاريخ الأوليمبياد.