"أصل الحكاية في الرياضة"، هي سلسلة من الحكايات المثيرة والملهمة في كرة القدم، وغيرها من الألعاب، نقصها على المتابعين والقراء، في 30 حلقة طوال شهر رمضان المبارك، ونستعرض فيها قصص لها ذكريات خاصة مع الجماهير، وسنحاول في هذه الحلقات، أن نثرى القراء بحكايات متنوعة ومختلفة بين الكرة المحلية والعالمية، وكذلك الألعاب الأخرى.
والآن مع الحلقة الخامسة ( حكم يبتلع صافرته بسبب تسديدة مباغتة)
القصة بطلها الحكم الدولى السابق هنرى ديلونى، وهو الرجل الفرنسي الذي شغل مناصب رياضية عديدة، خلال النصف الأول من القرن الماضي، منها الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ورئيس الاتحاد الفرنسي.
ويعرف بأنه صاحب فكرة إنشاء بطولة أمم أوروبا، وقد كان قبل شغله تلك المناصب حكمًا لكرة القدم، ولكن حادثة طريفة كانت وراء اعتزاله مهنة التحكيم وتوجهه للعمل الإداري. كان هنرى يقود إحدى مباريات البطولة الفرنسية مطلع القرن الماضي، بين فريقي جارين دوف وبينيفويلانس، حين تعرّض لتسديدة قوية من أحد اللاعبين، أصابت وجهه مباشرة، وأدت لابتلاعه الصافرة التي كانت في فمه، إضافةً إلى فقدانه اثنين من أسنانه!
هنري ديلوني من مواليد 1883، وكان لاعب كرة قدم ولم تكن مسيرته مؤثرة داخل الملاعب، وبعد اعتزاله اللعب توجه للتحكيم، ولكنه تعرض لموقف لا يُنسى، ليضطر بعده إلى الاتجاه إلى العمل الإداري، وشغل العديد من المناصب المهمة في عالم كرة القدم، وأبرزها منصب أمين عام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منذ إنشائه في 15 يونيو 1954 حتى وفاته 1955.
اعتزل هنري ديلوني كرة القدم، وقرر التوجه إلى التحكيم، ولكن خلال تحكيمه إحدى المباريات، أطلق صافرته واحتسب ركلة حرة، لأحد الفريقين، ولكنه وقف في مكان غير مناسب على الإطلاق خلال تنفيذ الركلة. وتقدّم أحد اللاعبين مسددا الركلة الحرة، لتصطدم الكرة بكل عنف في وجه هنري ديلوني ليفقد اثنين من أسنانه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكنه ابتلع صافرته، في واقعة مؤلمة أجبرته على مغادرة أرض الملعب التي لم يعد إليها مطلقا، ليتوجه إلى العمل الإداري. وبالرغم من تعرض هنري ديلوني لألم مبرح بسبب كرة القدم، لكنه بادر وفكر من أجل تنظيم بطولة تضم الدول الأوروبية، وهو الحلم الذي تحقق بعد وفاته بخمس سنوات.