"أصل الحكاية فى الرياضة" هى سلسلة من الحكايات المثيرة والملهمة فى كرة القدم، وغيرها من الألعاب، نقصها على المتابعين والقراء فى 30 حلقة طوال شهر رمضان المبارك، ونستعرض فيها قصص لها ذكريات خاصة مع الجماهير، وسنحاول فى هذه الحلقات، أن نثرى القراء بحكايات متنوعة ومختلفة بين الكرة المحلية والعالمية، وكذلك الألعاب الأخرى.
والآن مع الحلقة الثامنة (السيد نصير أول من حصد الذهب فى الأولمبياد وتغنى به أمير الشعراء)
لا ينسى التاريخ من كتبوه، ولا يسقط من ذاكرته من خلدوه، والسيد نصير بطل مصرى لم ولن تنساه الجماهير، ورغم أن إنجازه قارب على مائة عام إلا أنه ما زال فى وجدان الشارع الرياضى.
ولد السيد محمد نصير فى 31 أغسطس عام 1905 بمدينة طنطا، وتوفى عام 1974 عن عمر ناهز 69 عاما، عشق رياضة رفع الأثقال عندما شاهد نصير فى مولد السيد البدوى ألعاب البطل المصرى القديم عبد الحليم المصرى فبدأ فى ممارسة اللعبة.
وفى عام 1925 شارك السيد نصير في بطولة القطر المصري وفاز بها وظل محتفظا بهذه البطولة حتى عام 1928.
ثم شارك "نصير" فى دورة الألعاب الأولمبية بأمستردام عام 1928 وفاز بذهبية وزن خفيف الثقيل بمجموعة 355.5 كجم "ضغط 100 كجم – خطف 110 كجم – نطر 147.5 كجم" ليصبح أول مصري وعربي يفوز بميدالية ذهبية في الدورات الأولمبية.
وفي عام 1930 فاز السيد نصير ببطولة العالم في رفع الأثقال للوزن الثقيل في ميونخ وكرر إنجازه في بطولة العالم للأثقال 1931 في لوكسمبورج.
ومن ضمن أهم إنجازات نصير تسجيله رقمًا قياسيًا ظل مسجلا باسمه لمدة 15 عاما وهو 167 كجم.
إنجازات السيد نصير في الأولمبياد كانت سببًا في انتشار لعبة رفع الأثقال في مصر.
وكان "نصير" مدربًا لعدد من الأبطال ومنهم هؤلاء الأبطال الأولمبيين "أنور مصباح وخضر التوني ومحمود فياض وإبراهيم شمس وكمال محجوب".
وحصل السيد نصير على وسام النيل من الملك فاروق عام 1949، ثم نال وسام اللوتس عام 1956، كما حصل على وسام الرياضة من الدرجة الأولى عام 1956 من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وفى عام 1965 تم تعيين السيد نصير وكيلًا لوزارة الشباب ومسئولًا عن مجموعات الكشافة في بورسعيد.
ويعد السيد نصير هو الرياضي الوحيد الذي امتدحه أمير الشعراء أحمد شوقي، بعدما تمت دعوته لحضور حفل أقيم لتكريم بطل مصر في رفع الأثقال السيد نصير، في شهر ديسمبر عام 1930م ، وطلب من شوقي أن يقول شعرا في بطل مصر الأولمبي.