"أصل الحكاية فى الرياضة" سلسلة من الحكايات المثيرة والملهمة فى كرة القدم، وغيرها من الألعاب، نقصها على المتابعين والقراء، فى 30 حلقة طوال شهر رمضان المبارك، ونستعرض فيها قصص لها ذكريات خاصة مع الجماهير، وسنحاول فى هذه الحلقات، أن نثرى القراء بحكايات متنوعة ومختلفة بين الكرة المحلية والعالمية، وكذلك الألعاب الأخرى.
والآن مع الحلقة 15.. كلاسيكو برشلونة والريال.. حرب العالمين والخوف والكراهية
لا يخفى على أحد أن مواجهة ريال مدريد وبرشلونة المواجهة الكروية الأشهر فى تاريخ كرة القدم، لكن البعض يجهل أن لهذه القمة التاريخية التى يطلق عليها "كلاسيكو الأرض" خلفيات تاريخية من الحقد والكراهية والصراعات السياسية.
ويعتقد المؤرخون أن جذور الحقد والكراهية تم غرسها فى 1953 بسبب اللاعب الأرجنتينى الشهير ألفريدو دى ستيفانو المسمى على اسمه ملعب الريال الحالى. برشلونة كان حينها يغازله بهدف التعاقد معه إلا أن ريال مدريد أحدث "انقلابا" وضم المهاجم إلى صفوفه، والنتيجة أن ريال مدريد تألق وفاز خمس مرات بكأس أبطال أوروبابين 1955 و1960. هذه الصراعات استمرت عبر عقود طويلة وتكرر الحدث فى سنة 2000 عندما انضم البرتغالى لويس فيجو إلى النادى الملكى قادما من.. برشلونة، وهو ما اعتبره الأخير "خيانة". الحقد والكراهية بين الريال وبرشلونة غذتهما أيضا قضايا سياسية مرتبطة بحقبة الديكتاتور فرانكو، فالنادى الكاتالونى دائما يتهم غريمه بأنه كان مقربا من هذا الجنرال الذى حكم قبضته الحديدية على إسبانيا من 1939 حتى 1975. فى 1943 أى بعد أربع سنوات من الحرب الأهلية التى مزقت البلاد، تواجه الفريقان فى نهائى كأس إسبانيا وفاز برشلونة ذهابا 3-0. وفي مباراة الإياب، فاز ريال مدريد بنتيجة 11-1، ما أثار غضب نادي برشلونة متهما شرطة فرانكو بأنها مارست تهديدات على لاعبيه للسماح للنادي الملكي بإحراز اللقب. يتهم الريال دائما بأنه يمثل اليمين، أى طبقة البورجوازية، فيما يمثل برشلونة اليسار، أى الشعب، غير أن هذه الصراعات انفجرت فى الأوقات الأخيرة حينما طالب إقيلم كاتالونيا بالانفصال. صراع برشلونة والريال امتد للمدربين خاصة حقبة جوارديولا ومورينيو، واللاعبين أيضا فى حقبة الأسطورتين ميسى ورونالدو وحتى الآن لم يفقد هذا الكلاسيكو جزء من بريقه. بلا شك الصراع المستمر بين أقليم كتالونيا ودولة إسبانيا للانفصال عن الدولة الإسبانية هى أعمق الصراعات بين الريال وبرشلونة، حيث كان الإقليم في يوم الأيام دولة مستقلة بذاتها لها ثقافتها ولغتها حتى تم ضمها إلى الدولة الإسبانية. وهناك واقعة تاريخية ساهمت في هذه العداوة، ففى عام 1714 قرر الملك فيليب الخامس احتلال أرض كتالونيا وضمها إلى إسبانيا مع عدة أراضى أخرى واستمر إقليم كتالونيا تابع للمملكة الإسبانية حتى عام 1936؛ العام الذى انقلب فيه الجنرال فرانكو على المملكة الإسبانية.