"أصل الحكاية في الرياضة"، هي سلسلة من الحكايات المثيرة والملهمة في كرة القدم، وغيرها من الألعاب، نقصها على المتابعين والقراء، في 30 حلقة طوال شهر رمضان المبارك، ونستعرض فيها قصص لها ذكريات خاصة مع الجماهير، وسنحاول في هذه الحلقات، أن نثرى القراء بحكايات متنوعة ومختلفة بين الكرة المحلية والعالمية، وكذلك الألعاب الأخرى.
والآن مع الحلقة (20).. كارثة "هيلزبره" وضحايا ليفربول.. المأساة التي أبكت العالم
تمثل كارثة "هيلزبره" مأساة حقيقة في تاريخ كرة القدم، وستبقى بكل تأكيد في قلوب عشاق ليفربول، وسيبقى هذا اليوم يلفه الحزن من أطرافه كافة، وتظلله غيمة سوداء، لكن مع هذا فإنه يشكل أيضًا جزءًا من تاريخ النادي.
وتحل بعد أيام قليلة الذكرى 34 على أحد أكثر المشاهد الحزينة والمروعة في لعبة كرة القدم، حيث وقعت كارثة "هيلزبره"، التي راح ضحيتها 96 مشجعًا من جماهير نادي ليفربول عام 1989، أثناء حضورهم لقاء فريقهم أمام نوتنجهام فورست في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وكانت مباراة ليفربول وفورست مُقامة على ملعب "هيلزبره"، وقد تسبب التدافع والحواجز الحديدية في وفاة 96 شخصًا من أنصار "الريدز"، واستمرت التحقيقات في هذه القضية المثيرة للجدل على مدار سنوات، حيث وُجهت الاتهامات إلى الشرطة الإنجليزية وإلى إدارة الملعب.
كان ملعب "هيلزبره" لا يتسع إلّا لنحو 35 ألف مشجع، ولكن الاتحاد الإنجليزي قرر استضافته لمواجهة ليفربول ونوتنجهام فورست، وتم تخصيص المدرج الأيمن لأنصار ليفربول، وكان صغيرًا يتسع فقط لاستضافة 16 ألف مشجع، وهو بالتأكيد لا يناسب جماهير الريدز التي رافقت فريقها إلى الملعب بأعداد مهولة تعدت بكل تأكيد العدد المسموح في المدرج.
وعقب 3 دقائق من صافرة بداية اللقاء، تدافع عشاق ليفربول للدخول إلى الملعب، ولم يعد المدرج يتحمل الأعداد التي فاقت سعته، وسط غياب واضح للتنظيم، ورفض من الشرطة لفتح المدرجات للجماهير.
بدأت جماهير ليفربول تختنق، وتبحث عن وسيلة للهرب، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الحضور، وخصوصاً الصغار منهم، وعقب الحادثة المروعة، اهتز الرأي العام الإنجليزي، وبدأت التحقيقات، وأخذت التقارير حول الحادث تتوالى، وكانت الشرطة مصرّة على أن جماهير ليفربول سبب الحادث، وأنها كانت سكارى، ولم تلتزم بالهدوء، وأثارت الشغب، إلى أن تم تعيين اللورد بيتر موراي تايلور لتولي مهمة التحقيق في الحادث.
وألقى تقرير "تايلور" بالاتهام على الشرطة البريطانية التي عجزت عن السيطرة على الوضع، وكانت سببًا في حدوث الكارثة، وأشار إلى أن المباراة كان يجب تأجيل موعد انطلاقها، خاصة أن ذلك بحسب التقرير سبق حدوثه في مواقف أخرى.
وجاء في التقرير أيضًا أن بعضاً من جماهير ليفربول كانوا سكارى عندما حضروا للملعب، لكن تايلور أوضح في تقريره أن هذا كان عاملا ثانويا، مع التأكيد على أن أغلب المشجعين لم يكونوا سكارى.
وعقب تقرير تايلور، ضغط أهالي الضحايا وجماهير ليفربول من أجل إعادة فتح التحقيقات، وتواصل الأمر على مدار سنوات، وبالفعل أثمرت هذه الضغوط في عام 2012، حيث تم إعلان براءة جماهير ليفربول بشكل رسمي في بيان صادر عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وفي العام 2016، أظهر التحقيق الأخير براءة جمهور ليفربول من جميع التهم المنسوبة إليه، بعد أن قضت هيئة المحلفين بأن مشجعي الفريق قُتلوا بشكل غير قانوني، بسبب عدم التنظيم وإهمال الشرطة وعناصر الإسعاف في أداء وظيفتهم.
وبالإضافة إلى ذلك هناك نصب تذكاري يحتوي على أسماء جميع الضحايا في ملعب أنفيلد معقل ليفربول، كما يوجد نصب تذكاري برونزي بارتفاع 7 أقدام في حي هاي ماركت في ليفربول تم الكشف عنه في عام 2013، وعليه عبارة "كارثة هيلزبره.. سنتذكرها".