إني أحاول جاهدا ألا يتسلل اليأس إلى روحي فأنتظر كل ليلة بزوغ الفجر لأؤكد لها أن صبحا جديدا قادما لا محالة سيتبع هذا الليل الجاثم فوق أرواحنا.تخطفني بشارات الإعلان عن وجود دواء وتصعقني بعدها عدد الإصابات والوفيات، فأغلق النوافذ أمام نسيم الربيع الذي كنت أنتظره من العام للعام.. بعد ساعات طويلة من المكوث في غرفتي أتحسس روحي مازلت هنا.. مازلت في انتظار ما لا يجئ.أود أن أكتب فتهرب مني الكلمات جميعها وكأن فيروسا أصاب الحرف فعزله عن سطري، شحنة الأمل لا تكفي أن تكون مدادا فأسوق ما كان من لطف الله وتدابيره فأوكل أمري لله.أتذكر أن أمي واتتها فرصة الحج العام الماضي ولعدم وجود أموال كافية فكرنا في تأجيل الأمر لهذا العام، قبل أن يدفعنا الله لإتمام الأمر مهما كانت الظروف وعدم ضياع الفرصة عليها.. فتحج.أتذكر أن أخي فجأة وقبل تفشي الوباء قرر أن يقدم موعد إجازته ويصر على نزوله إلى مصر قبلها بشهرين رغم رغبتنا أن يأت في رمضان، فيكون بيننا ثم ينتشر الوباء.أتذكر رجفة قلبي وإصراري ألا يذهب أبنائي إلى المدرسة قبل ظهور كورونا بأيام وإصراري على عدم ذهابهم وسط رفض من الجميع ثم بعدها يتم إعلان الوباء.أتذكر أن أحدهم قصدني لإيصاله بسيارتي لعيادة أحد الأطباء، فتتعطل السيارة ويصيبني الحرج ثم بعد ذلك يتم الإعلان أن الطبيب مصاب بكورونا.أعاود ترتيب المواقف والأحداث فأجد ستر الله كان يسبقني إلى حيث نويت الذهاب فأسلم أمري كله لله واترك له التدبير.لا أعرف متى سينتهي الأمر وأمني نفسي أنه عما قريب ستعود الحياة، لذا أنثر ما تبقى لدي من أمل عل الفرج قريب.. فمعاذ الله أني يئست ولكنها أيام ثقال.فتفائلوا رغم كل شيء.. تفائلوا لأن الله قريب سميع مجيب رحمن رحيم لطيف.. تفائلوا به فإنه كان دوما معنا هنا.. حينما ضاقت السبل بنبيه إبراهيم أنجاه من النار، وأنجا نوح من الطوفان، وموسى من الغرق ويونس من الظلمات.. سبحان من أمر عبده الخضر بقتل نفس لينقذ أنفس وأمره ببناء جدار ليقيم عدلا ويخرق سفينة لينقذ قوما.. فلا ملجأ منه سواه.. صاحب الأمر والنهي إذا أراد شيئا أن يقول الله كن فيكون.. ففروا إلى الله.
المصدر : البوابة نيوز