ليس لنا بد هذه الفترة إلا من البقاء في المنزل، قد يكون الأمر ممل، كل جل ما يتوجب علينا فعله هو أن نبقى في المنزل متسلحين بالتكنولوجيا وعقلنا، وهما الأداتان اللتان يمكننا من خلالهما تجاوز هذه الفترة. تلك هي الفرضية التي توصلت إليها بينما كنت أتحدث مع صديق هندي عبر انستجرام، وأنا حقا ممتنة الآن لوجود مثل هذا التطبيق، فأنا أيضا التي لم تفكر أبدا في انستجرام كوسيلة للتقارب وللقيام بجولة افتراضية مع صديقي الهندي، بيد أنه أخبرني بأنه يتعلم أشياء كثيرة جدا عبر هذا التطبيق، وهو الأمر الذي أنوي أن أجربه. قبل ذلك كانت طريقتي للتعلم والتجربة مختلفة تماما عن هذا الواقع الافتراضي، كنت أتعلم وأسافر واكتشف خبرات جديدة، بحقيبة سفر في يد وجواز سفر وتذكرة في يد أخرى، فأنا تلك الفتاة التي احتفلت بعيد ميلادها الثلاثين بـ 15 رحلة زرت خلالها أصدقائي في جميع انجاء العالم. عشت 15 حياة مختلفة.. ذهبت إلى مصر وموسكو ومالطا وتشيك وباريس ولندن وساحل العاج والبرازيل والعديد من الأماكن الأخرى.. في كل مرة أترك قليلا مني وأخذ منهم شيئًا.. ليست أشياء مادية بالطبع.تعلمت من أسفاري أننا كلما سافرنا ورحلنا وارتحلنا ندرك ونفهم أشياء كثيرة ويتفتح جانب من ذهنك ويختلف للأبد..الشخص مثل الأسفنجة يمتص بالقدر الذي يكون فيه مستعدا على خلق صداقات أكثر… الشيء الممتاز الذي يقوم به صديقي هو استخدام التكنولوجيا للسفر بعقله والتواصل مع الناس في جميع أنحاء العالم ومشاركة الشعور والأفكار والمشاعر الإيجابية بنفس طريقة الرحلة الحقيقية.يجعلني أفكر كثيرًا ، يخبرني عن عدد الأشياء التي تعلمها، مثل أن الأشخاص في جميع أنحاء العالم في نفس الفئة العمرية لديهم نفس العواطف في جوهرها، أن هناك الكثير من البشر في هذا العالم الذين يحتاجون فقط إلى شخص للاستماع إليهم ومنحهم شعورًا بالانتماء أو مجرد الاستماع، التقى ببعض الأرواح الرقيقة والشجاعة التي تقاتل في الخطوط الأمامية في الحرب الحالية ضد فيروس كورونا. في كثير من الأحيان ما نراه في هذا العالم الافتراضي ليس صحيحًا… البشر وراء هذه الصور المبتسمة الرائعة يقاتلون معاركهم الخاصة والتكنولوجيا تساعد على التواصل ، ولكنهم يقطعون أنفسهم. علينا أن نركز اهتمامنا على العواطف الحقيقية وليس على ما فرضه المجتمع.علينا أن نحاول استخدام التكنولوجيا بطريقة إيجابية ، وأن نكون مفيدين لأنفسنا وللآخرين ، ونستخدمها لتنمية معرفتنا ، وتكوين علاقتنا القوية وفتح أعيننا. علينا أن نوقف الشكوى ونحاول أن نبذل قصارى جهدنا من أجل عالم أفضل. يمكننا أن نكون جزءًا من عالم حيث سنبدأ في تقدير الأشياء البسيطة في الحياة وسنكون ممتنين للأشياء التي كنا نعتبر وجودها دائمًا أمرًا مسلمًا به.هناك أشياء كثيرة في حياتي يجب أن أكون ممتنًا لها: عائلتي، صحتي، بيتي، بلدي. لهذا السبب قررت استخدام طاقتي الإيجابية لمساعدة من يحتاج.
المصدر : البوابة نيوز