تحل اليوم الاثنين، الذكرى الـ101 على بدء ثورة مهاتما غاندي في الهند، حيث بدأت في مثل ها اليوم 6 أبريل 1919.ودعا غاندي الشعب الهندي إلى القيام بعصيان مدني احتجاجًا على سياسة الاستعمار البريطاني في البلاد، فقام العمال وغيرهم من طوائف الشعب الهندي بالاضراب ووقف التعامل مع سلطات الاحتلال.وغاندي، المعروف باسم المهاتما، أي الروح العظيمة، ولد في الثاني من أكتوبر عام 1869 لعائلة لها باع طويل في العمل السياسي، إذ شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بوربندر، مسقط رأس المهاتما.ودرس غاندي القانون في بريطانيا، وأمضى أكثر حياته العملية في جنوب أفريقيا، وعاد إلى الهند، في عام 1915، وأصبح في غضون سنين قليلة الزعيم الأكثر شعبية في البلاد، وقاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصاديًا. وقبل كل شيء، كان يهدف إلى تحقيق استقلال الهند من السيطرة الأجنبية.وفي سبيل تحقيق أهدافه، أسس غاندي ما عرف في عالم السياسة بفلسفة "اللاعنف"، وهي مجموعة من المبادئ التي تقوم على أسس دينية واقتصادية وسياسية في آن واحد، ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف.والزعيم غاندي صاحب الشعبية الكبيرة بالهند والذي ناضل لأكثر من 50 عامًا، وهب نفسه لنشر سياسة اللاعنف والتغيير السلمي، حيث استخدم في هذا السبيل العصيان المدني اللاعنفي، الذي دعا إليه حينما كان محاميًا مغتربًا في جنوب أفريقيا، في الفترة التي كان خلالها المجتمع الهندي يناضل من أجل حقوقه المدنية.وتهدف سياسة المقاومة السلمية أو فلسفة اللاعنف، التي أطلقها غاندي، إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق، وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولًا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر، وتتخذ سياسة اللاعنف أساليب عدة لتحقيق أغراضها، منها الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت، واللا عنف، بحسب غاندي، لا تعني السلبية والضعف كما يتخيل البعض، بل هي كل القوة إذا آمن بها من يستخدمها، من غير وحدانية.ويشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.وعاد غاندي إلى الهند في عام 1915، وبدأ في حملته من أجل استقلال بلاده في أعقاب مذبحة مدينة أمريستار السيخية المقدسة، عندما أطلق البريطانيون النار على تظاهرة، ما أسفر عن مقتل نحو 400 شخص وإصابة 1300 آخرين.تم تشريف غاندي رسميًا في الهند باعتباره أبو الأمة حيث إنه يتم الحتفال بيوم عيد ميلاده، في الثاني من أكتوبر، كـغاندي جايانتي، وهو عطلة وطنية، وعالميًا هو اليوم الدولي للاعنف.
المصدر : البوابة نيوز