أصاب فيروس كورونا الاقتصاد العالمي وكبده العديد من الخسائر التي غيرت المعالم الاقتصادية للدول وسط توقعات بتراجع معدلات النمو العالمية.
ووجه فيروس كورونا ضربات موجعه للحكومات والشعوب والأفراد، فقد وصلت خسائر بعض القطاعات إلى حد الانهيار أبرزهم قطاع السياحة والطيران والتجارة والصناعة.
ورغم ان مصر اقتصادها متماسك وخسائرها مازالت تحت حد السيطرة، إلى أن الفيروس أصاب اقتصادها وظهر ذلك في تصريحات عدد من المسئولين والخبراء بأن معدلات النمو في مصر من الممكن ان تتراجع إلى 3.5%.
فيروس كورونا كان له تأثير شديد القسوة على الوظائف خاصة العاملين في القطاعات التي شهدت انهيارات جراء تداعيات انتشار الفيروس، بالاضافة إلى العمالة الموقته والموسمية والعمالة غير المنتظمة.
وقالت منظمة العمل الدولية إن التقييم الأولي لـ تأثير كورونا على العالم، تشير إلى أن آثاره ستكون بعيدة المدى، وستدفع الملايين من الناس إلى البطالة والعمل الجزئي وفقر العاملين، وهو ما يتطلب اتخاذ تدابير حاسمة، منسقة وفورية.
وأشار تقرير صادر عن المنظمة إلى أن الأزمة الاقتصادية وأزمة الوظائف التي أحدثها انتشار وباء كورونا COVID-19 يمكن أن تؤدي إلى زيادة أعداد العاطلين عن العمل في العالم بنحو 25 مليون شخص، وفقاً لتقييم جديد أجرته منظمة العمل الدولية.
قطاع السياحة
كبد فيروس كورونا قطاع السياحة خسائر فادحة وصفتها منظمة السياحة العالمية بأنها الاشد قسوة خلال ال20 عاما الماضية، معربة عن أملها فى أن تعود مجددا للتعافى عقب انتهاء الأزمة.
وقال الأمين العام لـ منظمة السياحة العالمية ، زوراب بولوليكاشفيلي إن السياحة هي من بين أكثر المناطق تضررا من جميع القطاعات الاقتصادية. ومع ذلك ، فإن السياحة متحدة أيضًا في المساعدة على معالجة هذه الحالة الصحية الطارئة الهائلة، و أولويتنا الأولى أثناء العمل معًا للتخفيف من تأثير الأزمة ، لا سيما على العمالة ، ودعم جهود التعافي على نطاق أوسع من خلال توفير فرص العمل ودفع الرفاهية الاقتصادية حول العالم. "
وأشار إلى أن الوظائف داخل القطاع معرضة لخطر الضياع، و حوالي 80 ٪ من جميع الأعمال السياحية هي شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، وكان هذا القطاع يقود الطريق في توفير فرص العمل وقدمت المنظمة إحصاءاتها عن خسائر القطاع خلال أكبر ثلاث أزمات مرت بالقطاع منذ عام 2000 وحتى الان، والتى كشفت أن خسائر عائدات السياحة بسبب كورونا ستكون الاعلى.
قطاع الصناعة
يعد قطاع الصناعة من أهم القطاعات التي تعول عليها الدول لتحقيق التنمية المستدامة لتحقيق معدلات نمو عالية، فهو القادر دائما على دفع عجلة الانتاج وبالتالي تحقيق المكاسب على كاقة الاصعدة والتي من بينها تشغيل الشباب وتوفير فرص العمل.
وتسبب فيروس كورونا في حالة ذعر لـ الشركات الصناعية في مصر بل والعالم أجمع، فبالرغم من أن الوضع مستقر حتي الآن، إلى أنه من المتوقع، أن يصوجه فيروس كورونا ضربات قاسية لهذه القطاع الهام ما ينذر بالاستغناء عن بعض العمالة إذا استمرت الامور بنفس السوء أو ربما اسوء من الآن.
و تسعى الدولة إلى دعم هذا القطاع لما له من أهمية خاصة في الحفاظ على اقتصاد الدولة، فقد قدمت عدد من المبارات من خلال البنك المركزي لدعم واستمرار عمله ورفع عبء تداعيات كورونا عنه.
قطاع الطيران
رجح اتحاد النقل الجوي الدولي أن تحتاج شركات الطيران العالمية لمساعدات مباشرة بقيمة تتخطى 200 مليار دولار لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا بعد إيقاف عدة دول الرحلات الجوية.
وبعد ما يقرب من 20 عامًا على هذه الكارثة وتأثيرها الكبير على قطاع الطيران العالمي كارثة أخرى تحل بهذا القطاع وهذه المرة بتأثير أكبر سوءا ومن عدو غير منظور، هكذا رجح وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين تأثير فيروس كورونا على قطاع السفر العالم.
يأتي ذلك بعد أن تسابقت دول العالم لوقف الرحلات الجوية في محاولة لوقف انتشار الفيروس، ما أدى إلى انهيار أسهم شركات الطيران العالمية، كل ذلك من شانه أن يؤثر على وضع العمالة في هذا القطاع بشكل بالغ الخطوره.
قطاع التجارة
توقعت عدة مؤسسات الدولية أن تتسبب أزمة انتشار فيروس كورونا في انخفاض مُعدل نمو التجارة العالمية للعام 2020، من 2.3% إلى 0.4%، وذلك وفقا لتصريحات هالة السيعد وزيرة التخطيط خلال اجتماع المجموعة الاقتصادية .
وقالت سيظهر آثر أزمة الديون العالمية في الوقت الحالي بصورة واضحة وسيؤثر على حجم التمويل والسيولة المتاحة في الأزمة الحالية، وسيكون للأزمة أثر سلبي على تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بمعدل يتراوح ما بين 30% إلى 40%.
المصدر : صدي البلد