ﻳﺘﻬﺪﺩ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺧﻄﺮ ﺍﻹﻓﻼﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻜﺒﺪﻫﺎ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻔﺸﻲ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻣﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﺳﻴﺘﺮﻙ ﻣﻌﻪ آﺛﺎﺭﺍ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻭﻳﻼﺗﻪ ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ، ﻟﻴﺮﺳﻢ ﻣﻌﻪ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺃﺯﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﺃ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮﺭ ﻻﺣﻘﺎ.
ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﺳﺘﺪﺧﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﺷﻚ ﺃﻧﺪﻳﺔ ﻭﺍﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﺳﻴﺪﻓﻊ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﻠﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﻱ ﻇﺮﻑ ﻃﺎﺭﺉ، ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪ، ﺳﻴﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ، ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻧﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺻﻼ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺑﺪﻓﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ، ﻭﻳﻌﺪ ﺷﺢ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺭﺍﺓ ﻋﺎﻟﻢ ﺍلاﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ، ﻭﺍﻛﺘﻔﺎﺋﻬﻢ ﺑﺄﻣﻮﺍﻝ ﺍﻹﻋﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ، ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ، ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻃﻴﺪﻫﺎ ﻋﺰﻭﻑ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺃﻋﺒﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻭﺻﻒ ﻭﺿﻊ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﺗﻞ، ﺇﺫ ﺳﺘﻔﻘﺪ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻱ، ﻭﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺜﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﻭﻟﻮ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻴﻞ ﻟﻠﻔﺮﻕ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﻜﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺳﻴﺤﺮﻣﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻴﺪﻕ ﻟﻬﺎ ﻧﺎﻗﻮﺱ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻌﺼﻒ ﺑﺎﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺳﺘﻤﺘﺪ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻮﺍﺟﻪ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﺟﻔﺎﻑ ﻋﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻬﺮﻳﻦ ﻭﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ، ﻣﻤﺎ ﺳﻴﺸﻜﻞ ﺿﺮﺑﺔ ﻣﻮﺟﻌﺔ ﻟﻠﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﻧﺴﺒﺔ 30 ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮق.
ينضاﻑ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺮﺍﻋ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺇﺫ ﺃﻥ ﻓﺘﺮﺗﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﻭﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ، ﺃﺳﻘﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻗﺎﻫﺮﺓ، ﻣﺎ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻹﻓﻼﺱ ﻓﻲ ﺧﺰﻳﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎلية.
ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻝﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻴﺮﺍ ﻟﻠﺒﺆﺱ ﻭﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻸﻣﻞ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺃﺯﻣﺔ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻼﻣﺲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ، ﻓﻤﺎ ﺟﻠﺒﻪ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﺮﻭﺭﻩ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻛﺄﺯﻣﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺿﺮﺑﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﻬﺎ ﺃﻃﻨﺎﺏ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺧﺰﻳﻨﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻠﺖ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﻭﺭﻗﺪﺕ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻭﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺎﻓﻴﻬﺎ ﺗﺄﻫﻴﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺟﻠﻴﺎ ﻟﺒﻌﺚ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺮﻗﺐ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮقة.
إﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﻮﻗﻪ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺑﺎﺀ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻴﻪ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺆﻟﻢ ﻫﻮ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺑﻌﺪﺳﺔ ﻣﺼﻐﺮﺓ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ، ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻓﻈﻊ ﻭﺃﺷﺪ ﻗﺴﻮﺓ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻝﻷﻧﺪﻳﺔ ﺗﺤﻤﻠﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺷﺎﻣﻞ، ﺑﺤﻤﻠﺔ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻨﺴﺎﺥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﺃﻧﺪﻳﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻬﻮﺍية.
المصدر : صدي البلد