أكد الناقد الدكتور محي عبد الحي أستاذ الأنثروبوجيا الثقافية خلال ورقته البحثية في مؤتمر "المرأة الأفريقية.. ايقونة القارة السمراء، على أن المسرح في المغرب ظل منذ بداياته مقتصرًا على الرجال تأليفًا وتمثيلًا وإخراجًا، وكان دور المرأة مقيدًا بقيود عديدة من العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، وكان الكُتاب المسرحيون يسندون إلى الرجال تشخيص الأدوار النسوية، وقد اقتصرت مهام المرأة في البداية على أعمال المكياج وتطريز الملابس، ولم تسنح الفرصة لظهور المرأة على المسرح المغربى تمثيلًا وتأليفًا وإخراجًا، إلا في خمسينيات القرن العشرين؛ بل مع مرور الوقت ظهرت فرق مسرحية نسوية".وتابع عبد الحي خلال مداخلته التي حملت عنوان والذي حمل عنوان "دور المرأة في المسرح المغربى "دراسة في الخطاب النسوى" ضمن محور "المرأة في المسرح الأفريقي" أن البحث يهدف إلى التعرف على دور المرأة المغربية في تنوير المجتمع وتأكيد الذات وتحقيق الهوية، من خلال طرح قضايا المرأة عبر خطاب " نسوى" مسرحى يقوم على دفع المتلقى للتفكير والمناقشة الواعية والتخلص من أثر الخطاب الذكورى المهيمن على العقل الجمعى، وكذلك يهدف إلى الكشف عن طبيعة المجتمع، وأهم السمات والعناصر الثقافية، والقيم التى يتبناها المسرح النسوى، وارتكز خلال بحثه على عدة أُطر نظرية ومنهجية أثناء تناوله الموضوع؛ إذ وجد أنه لا تناقض في الجمع بينها والاستفادة منها جميعًا؛ حيث إنه جمع بين النظرية الوظيفية والتفاعلية الرمزية، كما اتبع عدة مناهج علمية في إطار من التكامل والتساند مثل: المنهج التاريخى، ومنهج تحليل المضمون، والمنهج الأنثروبولوجى. وأشار إلى أنه قد اتخذ بعض المسرحيات ومنها مسرحية تمرد امرأة، وأقلوز، والتلفة، كما تعرض لبعض الفرق مثل فرقة أكواريوم المسرحية، وكذلك بعض الممثلات والمؤلِّفات والمخرجات مثل: ثريا حسن، ونعيمة زيطان، وماجدة بنانى، ولويزة بوسطاش، وأسماء هورى كنماذج للتعبير عن المرأة في المسرح المغربى، كما اتخذ الباحث مسرحية "خريف" نموذجًا من أجل الكشف عن الخطاب النسوى في المسرح المغربى.وكشف "عبد الحي" عن بعض النتائج والتوصيات التي توصل إليها والتى تفيد أن المرأة المغربية استطاعت اختراق مضمار التمثيل والتأليف والإخراج المسرحى؛ بل وأضحت أكثر فاعلية في كل مجالات الإنتاج المسرحى، وسجلت حضورًا واعيًا بدورها الإنسانى في المجتمع المغربى، وقامت بتحفيز خطاب نسوى مناهض لعمليات تهميش المرأة طبقًًا لرؤيته ومنطلقاته والمحظورات المجتمعية والسياسية والثقافية التى أعادت تشكيله وضبطه، والتى تفيد أيضًا أن الخطاب النسوى يعمل على التعبير عن هويتها وذاتها، وعلى التحرر من هيمنة المحظورات والمحرمات "التابوهات" عبر تخطى الحدود المغلقة وعبورها نحو العالم المفتوح، وذلك من خلال التأليف والتمثيل والإخراج.يذكر أن المؤتمر يقام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور إيناس عبد الدايم وزيرة والدكتور أشرف ذكي رئيس أكاديمية الفنون، وبرئاسة الدكتورة غادة جبارة نائب رئيس الأكاديمية ومقرر المؤتمر الدكتورة إيمان مهران أستاذ الثقافة المادية بالمعهد العالى للفنون الشعبية، وذلك على مدى يومي 6 و7 أبريل الجاري، وذلك عبر قناة اليوتيوب الخاصة بالمؤتمر، وقد تقدم للمؤتمر عدد 70 بحث علمي، حيث تم قبول 68 بحث منهم، وقد تم تحكيمهم من قبل أساتذة متخصصون في مجالاتهم، بينما تقدم بالأبحاث كاملة عدد 44 بحث علمي.
المصدر : البوابة نيوز