وجه بعض الأشخاص تساؤلاتهم عن كيفية استقبال نفحات ليلة النصف من شعبان، والتي تبدأ من مغرب الغد، وقال الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ورد في الأثر بسند ضعيف ولكنه منجبر يقول صلى الله عليه وسلم: «شعبان شهري ورمضان شهر الله»، وهذا فيه دلالة قوية جدا على كلام السيدة الفقيهة المجتهدة السيدة عائشة: «أرى الله يسارع في هواك».
وأضاف أن هذا شهر سيدنا لنبي صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.
وذكر أن هذا شهر الاستجابة وتهدئة البال ونصرة الحال وإيضاح القضية والرد على المخالفين والتميز والتمييز الذي سوف يكون للإسلام في العالمين،كل هذه الأشياء من دلالات تغيير القبلة.
وأوضح أنها ليلة يغفر الله فيها لجميع الناس من المسلمين، ولا يغفر للمشركين ولا لكاهنٍ يضرب الغيب ويشوّش أمر الناس، ولا لمشاحن ولا لمدمن خمر يغيب عقله ويخرج عن حد التكليف، ولا لمصرٍ على زنا ولا لعاق والديه، ويغفر الله لمن سوى هؤلاء، ويترك الحاقد في حقده والغلاّل في غله.
واستدل بما قال أبو الدرداء رضى الله تعالى عنه: «التمسوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم».
واستكمل: «ترصدوا نفحات الله»، مستشهدا بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا» [الأوسط-الطبراني].
وأكد أنه على المسلم أن يتحرى الأزمان الفاضلة، والأماكن الفاضلة، والأحوال الفاضلة في دعاءه فذلك أرجى للإجابة وأكثر بركة في الدعاء، ومن هذه الأزمان والأماكن والأحوال كدعاء ليلة القدر، وجوف الليل الآخر، وليلة النصف من شعبان، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وعند الآذان، عند نزول المطر، عند زحف الصفوف في سبيل الله، وساعة من يوم الجمعة -وهي على الأرجح آخر ساعة من ساعات العصر قبل الغروب.
وأضاف أن ذلك أيضا عند شرب ماء زمزم، وفي السجود في الصلاة، وعند صياح الديك، وبعد زوال الشمس قبل الظهر، والدعاء عند المريض، والدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعند دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعاء يوم عرفة، والدعاء في شهر رمضان، ودعاء المظلوم، دعاء الصائم حتى يفطر، ودعاء الصائم عند فطره، ودعاء المسافر، ودعاء المضطر، ودعاء الإمام العادل، ودعاء الصالحين.
وقاله إنه علينا أن نسأل الدعاء من الآخرين ونجعلهم يدعون لنا بالخير وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لسيدنا عمر رضى الله عنه: «أشْرِكْنَا يَا أُخَيَّ في دُعَائِكَ»، والدعاء في الطواف، والدعاء على الصفا والمروة، والدعاء فيما بين الصفا والمروة، والدعاء في الوتر من اليالي العشرة الأواخر من رمضان، والدعاء في العشر الأول من ذي الحجة، والدعاء عند المشعر الحرام.
المصدر : البوابة نيوز