الإخلاص في العبادة من أعظم وأجل الأساسيات و الأصول في دين الإسلام، كما أن الاخلاص في العبادة أهم عملٍ من أعمال القلوب التي نص عليها الإيمان، والاخلاص في العبادة قد يُعرّف بأنه الإقرار باللسان مع الاعتقاد بالقلب والعمل بالأركان.
وأوضح الحبيب الجفري، الداعية الإسلامي، أن الإخلاص في العبادة مقصد يعيش الإنسان عمره كله ليصل إليه و يرتقى فيه؛ فلا منتهي له، لافتًا: كلما أدرك الإنسان مرتبة منه رأى بنور بصيرته مرتبة أعلى.
اقرأ أيضاً // قيام الساعة اقترب.. الإفتاء تكشف عن أولى علامات الساعة
وأضاف " الجفري" في إجابته عن سؤال: " كيف أصل إلى الإخلاص في العبادة؟" خلال فيديو له على صفحته الرسمية بموقع " يوتيوب" أننا لن نصل إلى الإخلاص إلا بأمرين، الأول: علمي، ويراد منه القراءة في الكتب التي تعنى بصلاح القلوب والذي كان السلف قديمًا يسمونه بالتصوف ككتب ابن القيم الجوزية وابن عطاء الله السكندري ، والثاني: عملي، ويقصد منه مجاهدة النفس.
وتابع الداعية الإسلامي: الحقيقة أنه كلما عظمت شهود الله – عز وجل- في القلب واستشعار عظمة لا إله إلا الله، مشيرًا: " اجعل لك ورد منها بترديدها 100 مرة أو 200 إلي أكثر، المهم المواظبة عليها؛ فهي تجعلك تستشعر مدى عظمة الله في قلبك وأنه لا يوجد سواه، فيعينك هذا على الطاعة وحسن العبادة والإخلاص فيها.
اقرأ أيضاً // كيفية صلاة التسابيح . . أمين الفتوى يشرح بالتفصيل
في سياق متصل، قال الشيخ عبد المنعم دويدار، الداعية الإسلامي، إن الإخلاص هو أول حجر فى بناء العبادات وبدونه لا تقبل من صاحبها.
ونبه " دويدار " فى لقاء سابق له على فضائية "الحياة"، أن الإخلاص هو فعل العبادات ابتغاء وجه الله – تعالى-، وليس لغرض الإشارة إلى صاحبها أو تعليق اسمه أو كتابته على لافتة والعمل لو كان بدون نية خالصة فليس له فائدة.
واستشهد الداعية الإسلامى، بحديث النبى الذى قال فيه "أول من تسعر بهم النار يوم القيامة، ثلاثة، رجل قرأ القرآن وعلم العلم وتعلمه ولكن ليقال أنه عالم أو قارئ، ورجل أنفق المال ولكن يقال أنه منفق وفاعل للخير، ورجل قاتل حتى استشهد ولكن ليقال أنه مجاهد أو شجاع، فأمر الله بدخولهم النار".
اقرأ أيضاً // الصلاة في الموصلات . . الإفتاء توضح كيفيتها وشروطها
ويمكن تحقيق إخلاص النية لله -تعالى- في الأفعال والأقوال وسائر الشؤون بالعديد من الأمور، منها ما يأتي:
محاسبة النفس؛ وتكون بمحاسبة العبد نفسه باستمرارٍ وخاصةً قبل القيام بالأمر، فينظر العبد في الأسباب التي تدفعه للإتيان بالعمل، فإن كانت حسنةً فلا بأس من القيام به، وإلّا فلا يؤدّيه.
تربية النفس بالحرص على أداء بعض العبادات دون أن يعلم بها أحدًا من العباد، فتكون بين العبد وربه فقط، كما أن إخفاء العبادة والحرص على الإسرار بها، وتجنّب الحديث عنها يجعل العبد بعيدًا عن الوقوع في الرياء، وبذلك يتخلّق العبد بخُلق التواضع.
اليقين بالعجز عن إيفاء الله ما يستحقّه من العبادة؛ فكلّ الأعمال والعبادات والطاعات التي يؤديها العبد لا تقدّر بما يمنحه الله لعباده، إضافةً إلى أنّ الله -عز وجل- يمنح على ذلك الأجر والثواب الحسن تفضّلًا منه.
مراجعة العبد لعيوبه وتقصيره في أداء ما عليه من واجباتٍ وفرائض تجاه الله -تعالى-.
اليقين بأنّ الحياة الدنيا زائلةً، وأنّ الخلود في الحياة الآخرة، والتفكّر بالعواقب المترتبة على الرياء في الحياة الدنيا، قال -عليه الصلاة والسلام-: (من كانت الدنيا همَّه فرَّق اللهُ عليه أمرَه وجعل فقرَه بين عينَيه ولم يأتِه من الدنيا إلا ما كُتِبَ له)،إضافةً إلى عواقبه في الحياة الآخرة، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن عبدٍ يقومُ في الدُّنيا مَقامَ سُمْعةٍ ورياءٍ إلَّا سمَّع اللهُ به على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ).
تذكّر الموت وسكراته، والتعرّف على القبر والحساب فيه واليوم الآخر وما فيه من الأهوال.
اقرأ أيضاً // المفتي السابق ينصح بإغتنام ٣٢ وقتا ومكانا يستجاب فيها الدعاء
ترهيب النفس من الرياء، فالترهيب والتخويف من الأساليب التي تجعل العبد في مأمنٍ من الوقوع في المحذور. مصاحبة المُخلصين، وبذلك يتأثر العبد من حالهم وينتهج سلوكهم.
استشعار عظمة وقدرة الله -تعالى- ووجوده في كلّ وقتٍ وحينٍ، فيجب أن تكون العبادة له وحده سبحانه، فبيده النفع والضر، كما أنّه يعلم السرائر والبواطن.
ترغيب النفس بذكر الفضائل التي ينالها العبد المُخلص، ومن تلك الفضائل:
التوفيق والسداد.
دعاء الله والاستعانة به وطلب التوفيق منه للإخلاص والنجاة من الرياء.
استشعار مراقبة الله في كلّ الأحوال سرًا وعلنًا، وبذلك يكون رضى الله -تعالى- الغاية من كلّ ما يصدر من العبد، قال الله -تعالى-: (وَإِن تَجهَر بِالقَولِ فَإِنَّهُ يَعلَمُ السِّرَّ وَأَخفَى).
اليقين بأنّ الله -تعالى- مطّلعٌ على كلّ الأعمال، وأنّ له ملائكةً موكلةً بكتابة أفعال وأقوال كلّ عبدٍ، وأنّ كل ذلك سيحاسب عليه يوم القيامة، قال -تعالى-: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ).
العلم بأنّ الله -تعالى- سيجازي ويحاسب كل عبدٍ يوم القيامة على ما صدر منه في الحياة الدنيا، ثمّ يتقرّر المصير بدخول الجنة أو النار، قال -تعالى-: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ).
معرفة عظمة الله -تعالى- وقدرته، والعلم بأسمائه وصفاته علمًا يقينًا مبنيًا على فهمٍ دقيقٍ لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
محبة ذكر الله والرغبة به والحرص عليه، وتفضيله على سائر الكلام، قال الله -سبحانه-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ).
المصدر : صدي البلد