ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان.. سؤال يطرأ على أذهان كثيرون، خاصة أن ليلة النصف من شعبان من الليالي الفاضلة التي يعيشها المسلمون في كل عام.
وماذا حدث في ليلة النصف من شعبان سؤال زاد البحث عنه بعد إعلان دار الإفتاء المصرية، أن ليلة النصف من شعبان ستوافق يوم الأربعاء 8-4-2020م، كما ستبدأ ليلة النصف من شعبان مع مغرب يوم الثلاثاء 14 شعبان الموافق 7-4-2020م وتنتهي مع فجر الأربعاء 15 شعبان الموافق 8-4-2020م.
اقرأ أيضًا // علامات الساعة .. إذا ظهر هؤلاء الخمسة رجال فاعلم أنك في آخر الزمان
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟
في هذا السياق، قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال فيديو على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع «فيسبوك»: «تفصلنا ساعات قليلة عن ليلة النصف من شعبان وهي ليلة مباركة يطلع الله فيها الى عباده ويغفر الله فيها للمستغفرين ويرحم بفضله المسترحمين».
وأضاف " عويضة" أن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة لها مكانة عند الله ندعوه فيها بالعفو والمغفرة وصلاح الحال، قائلا : علينا أن نصوم اليوم السابق ليوم الخامس عشر من شعبان وهو ليلة النصف، ونقرأ القرآن ونقوم الليل ونترك المشاحنة والخصام؛ لأن الله يغفر للجميع في هذه الليلة إلا المشاحن وقاطع الرحم.
واستشهد في ذلك بما رواه ابن ماجه والطبراني وغيرهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: «يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»، صححه الألباني.
وأشار أن تلك الليلة تم فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام على قول بعض أهل العلم بعدما صلي الصحابة ١٦ شهرًا نحو بيت المقدس ثم وجههم الله – تعالى- إلى وجهة أخرى، لافتًا: هذه ليلة لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين.
وأكد أمين الفتوى أنه علينا أن نترك الحقد من قلوبنا و نصلح ذات بيننا وأن نسال الله في هذه اليلة المباركه أن يعفو عنا ويغفر لنا ذنوبنا.
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان وفضلها؟
من جانبه، نبه الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن في شهر شعبان ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان.
وأفاد " جمعة" عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " أن النبي – صلى الله عليه وسلم- عظم من شأنها فقال: " إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"، ( رواه ابن ماجه وابن حبان).
وأبان عضو هيئة كبار العلماء أنه ورد في فضل تلك الليلة أحاديث بعضها مقبول وبعضها ضعيف، غير أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال، ولذلك يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها.
وتابع: أنه في شعبان تم تحويل القبلة وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث كان تحويل القبلة في البدء من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية وهي العمل على تقوية إيمان المؤمنين وتنقية النفوس من شوائب الجاهلية.
اقرأ أيضًا // موعد ليلة النصف من شعبان.. الإفتاء تحدد وقتها الصحيح
واستشهد المفتي السابق بقوله – تعالى-: (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ)، فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه.
وواصل: وكون هدف الإسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية القلوب وتجريدها من التعلق بغير الله وحثها على اتباع المنهج الإسلامي المرتبط بالله مباشرة؛ لذا فقد اختار لهم التوجه قبل المسجد الأقصى، ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم مما علق بها من الجاهلية، ليظهر من يتبع الرسول اتباعا صادقا عن اقتناع وتسليم، ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية ورواسبها.
واستكمل أنه بعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة، صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام، ليس تقليلا من شأن المسجد الأقصى ولا تنزيلا من شأنه، ولكنه ربط لقلوب المسلمين بحقيقة أخرى هي حقيقة الإسلام، حيث رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصا لله، وليكون قبلة للإسلام والمسلمين.
وأردف: ليؤكد أن دين الأنبياء جميعًا هو الإسلام، مستندًا إلى قوله – تعالى-: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ) وليس تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام إلا تأكيدا للرابطة الوثيقة بين المسجدين، فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية قصر الزمن أو طال، فقد كان تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية.
واسترسل: الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات، إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق، قال تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)؛ فعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام فهو بذلك يعود إلى أصل القبلة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ).
اقرأ أيضا // ليلة النصف من شعبان.. موعدها وفضلها ودعاؤها
ونبه إلى أنها دائرة بدأت بآدم مرورا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام، ولكنها لم تتم أو تكتمل إلا بالرسول الخاتم ﷺ فقد أخره الله ليقدمه، فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال.
وأكمل: أن الله – عز وجل- كرم نبيه ﷺ في هذه الليلة بأن طيب خاطره بتحويل القبلة والاستجابة لهوى رسول الله ﷺ قال – تعالى- : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، وما الأمر في هذا كله إلا أنه انتقال من الحسن إلى الأحسن وهذا شأن رسول الله ﷺ في الأمور كلها.
وبين أن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام جاء أيضا لتقر عين الرسول ﷺ فقلبه معلق بمكة، يمتلئ شوقا وحنينا إليها، إذ هي أحب البلاد إليه، وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف فخرج من بين ظهرانيهم ووقف على مشارف مكة المكرمة قائلا: "والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" ،(رواه الترمذي).
ولفت عضو هيئة كبار العلماء أنه بعد أن استقر ﷺ بالمدينة المنورة، ظل متعلقا بمكة المكرمة فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام، فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة، ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان
.
اقرأ أيضًا // دعاء التحصين من كورونا والوباء.. الإفتاء تنصح بـ 24 كلمة للوقاية
اعمال ليلة النصف من شعبان
كما بين الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان ينبه الصحابة بقدوم ليلة النصف من شعبان، ووردت فيه أحاديث كثيرة بعضها ضعيف وبعضها مقبول والضعيف يعمل به في فضائل الأعمال.
وأردف «جمعة» خلال القائه إحدى الدروس الدينية: «لذا فنحن نقوم ليلها ونصوم نهارها ويجب الدعاء فيها بنية خالصة بأن يتقبل الله منا صالح الأعمال ويجعلنا من المقبولين، فليلة النصف من شعبان مستجاب فيها الدعاء، حيث يطلع الله عز وجل على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم عليه.
واستشهد بما روي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كانت لَيْلَةُُ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا فإن اللَّهَ يَنْزِلُ فيها لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا فيقول: ألا من مُسْتَغْفِرٍ لي فَأَغْفِرَ له، ألا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، ألا مبتلى فَأُعَافِيَهُ، ألا كَذَا ألا كَذَا حتى يَطْلُعَ الْفَجْرُ»
وأفاد أنه ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الأحاديث يعضد بعضها بعضًا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، فالاهتمام بها وإحياؤها من الدين ولا شك فيه، وهذا بعد صرف النظر عما قد يكون ضعيفًا أو موضوعًا في فضل هذه الليلة.
وأبان أنه من الأحاديث الواردة في فضلها: حديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَطَّلِعُ الله إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»، رواه الطبراني.
وتابع أن علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – روى عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا كَذَا أَلا كَذَا …؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ»، رواه ابن ماجه.
وواصل عضو هيئة كبار العلماء: أنه لا بأس بقراءة سورة يس ثلاث مرات عقب صلاة المغرب جهرًا في جماعة؛ فإن ذلك داخل في الأمر بإحياء هذه الليلة، وأمر الذكر على السعة، وتخصيص بعض الأمكنة أو الأزمنة ببعض الأعمال الصالحة مع المداومة عليها أمر مشروع ما لم يعتقد فاعلُ ذلك أنه واجب شرعي يأثم تاركه؛ فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا» ، رواه البخاري، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": [وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك].
وأكمل: قال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف": [واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين؛ أحدهما: أنه يُستحب إحياؤها جماعةً في المساجد. كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المسجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله عنه حرب الكرماني في مسائله، والثاني: أنه يُكرَهُ الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء، ولا يكره أن يُصلي الرجل فيها بخاصة نفسه، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم].
واسترسل: و على ذلك فإحياء ليلة النصف من شعبان على الصفة المذكورة أمر مشروع لا بدعة فيه ولا كراهة، بشرط أن لا يكون على جهة الإلزام والإيجاب، فإن كان على سبيل إلزام الغير وتأثيم من لم يشارك فيه فإنه يصبح بدعة بإيجاب ما لم يوجبه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو المعنى الذي من أجله كَرِه مَن كَرِه مِن السلف إحياء هذه الليلة جماعةً، فإن انتفى الإيجاب فلا كراهة.
اقرأ أيضًا // قيام الساعة اقترب.. الإفتاء تكشف عن أولى علامات الساعة
هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان؟
في ذات السياق، قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الأعمال التي ترفع إلى الله على قسمين: الأول: تفصلية، والثاني: إجمالية.
وأوضح " جمعة " عبر فيديو له على صفحته الرسمية بموقع " فيسبوك" أن الأعمال التفصيلية هي التي ترفع إلى الله يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع.
اقرأ أيضًا // إذا انتصف شعبان لا تصوموا.. على جمعة يوضح حقيقة الأمر
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء: أما الأعمال الإجمالية فهي
تعرض في ليلة النصف من شعبان، لافتًا: " أنا لو أعطيت صدقة وتسببت هذه الصدقة في تعليم شخص واكشف هذا الشخص اختراعًا أفاد البشرية وفتح لها أبواب الخير على سبيل المثال؛ هنا تتضاعف الحسنات على قدر نمو الصدقة واثرها".
وتابع الدكتور على جمعة أن عرض الأعمال في ليلة النصف من شعبان يختلف عن عرضها في يومي الاثنين والخميس؛ فكل له مذاقه.
نفحات ليلة النصف من شعبان
وأكد الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء ، أن ليلة النصف من شعبان من النفحات الربانية.
وأضاف " جمعة" عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع " فيسبوك " أن ليلة النصف من شعبان عظمها الله تعالي، وعظمها رسول الله ﷺ .
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن تعظيم رسول الله ﷺ لها كان بدعائه لربه والتبتل إليه فيها كما روت السيدة عائشة – رضي الله عنها- أنها قالت: فقدت رسول الله ﷺ ذات ليلة فخرجت، فإذا هو بالبقيع، رافعا رأسه إلى السماء، فقال لي: «أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟»، قالت: قلت يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: «إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب»، (مسند أحمد).
ونبه أن كلب قبيلة مشهورة بكثرة الغنم، وهى كناية من سيدنا رسول الله على سعة رحمة الله – سبحانه وتعالى – وتعظيم الله- عز وجل- لهذه الليلة يكون باطلاعه تعالى على خلقه; لينزل عليهم فيها رحمته ومغفرته، كما أخبرنا رسول الله ﷺ : «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»، (سنن ابن ماجه).
وأشار إلى أن الله تعالى استثنى من مغفرته المنزلة في تلك الليلة: المشرك والمشاحن، وتقع الشحناء غالبا بسبب النفس الأمارة بالسوء التي تؤذي الناس؛ فتفسد الود والوئام القائم بينهم.
وأفاد بأن النبي ﷺ نصح المسلمين بالبعد كل البعد عن كل ما قد يؤدي إلى بث الفرقة والشحناء بين الناس فقال: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا- ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه»، (صحيح مسلم).
وأبان: ولا يخفى أن الأشياء المذكورة والوارد فيها النهي في هذا الحديث هي أمور إن التزم بها المسلم وطبقها في كل أموره وأحواله عند التعامل مع أخيه الإنسان فلا شك أن المجتمع بكل أفراده سيشيع فيه الحب والوئام.
وواصل: ولا يخفى أننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى التأكيد على قيمة رفع التشاحن والسعي لإصلاح ذات البين، لنستقبل رمضان بنفوس صافية وروح عالية وأعمال متقبلة فلا تفوتنكم هذه النفحات.
واختتم: " أيها المسلم الحريص على رضا ربه، وأصلح ذات بينك حتى يقبلك الله تعالى، فاللهم أصلح ذات بيننا ووفقنا إلى ما تحب وترضى".
المصدر : صدي البلد