في ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها العديد من دول العالم، للحفاظ على مواطنيها من فيروس كورونا المستجد، ومنعهم من الخروج من المنازل لحمايتهم، نفدت بعض أدوات الرسم لدى الفنانين التشكيليين، وهو ما دفع الفنانة التشكيليّة الجزائرية عليمة بومعزة، إلى ابتكار أدوات من داخل المنازل لاستكمال أعمال الرسم الخاصة بها، واعتمدت في تشكيل لوحاتها الفنيّة، على أدوات عمل تحصل عليها من المطبخ منها البقوليات.
وأكدت الفنانة على أنّ لجوءها إلى استعمال هذه الوسائل والأدوات، كان بسبب عدم مقدرتها على الخروج من البيت للحصول على أدوات الرسم.
واستخدمت الفنانة القهوة السائلة في رسم بعض لوحاتها، معللة أنها محاولة لتجسيد الأفكار المخزّنة في مخيّلتها، وتحويلها إلى أعمال إبداعيّة مشبعة بالأحاسيس واللّمسات الفنيّة، كما استخدمت البقوليات الجافة، مثل الحمص، والفاصولياء، والعدس، في تشكيل أعمالها الفنيّة، كما لجأُت إلى استعمال أحجار أو قواقع تجمعُها من شواطئ البحر، وتستعين، بها في إنجاز بعض الأعمال، إلى جانب أغصان الأشجار، ومقتنيات أخرى.
بدأت رحلة عليمة بومعزة مع الرسم منذ الصغر، إذ اعتادت على الرسم فوق الجدران وعلى كراريس الدراسة، وكانت مولعة برسم أبطال مسلسلات والأفلام الكرتونية والشخصيات التاريخية التي صنعت أمجاد ثورة التحرير بالجزائر.
وتوقّفت عن مواصلة طريق الرسم، لكن سرعان ما عاودت البحث عن تحقيق أحلامها وإثبات موهبتها، وهو الأمر الذي شكّل لها دافعا لشقّ طريقها نحو النجاح.
وتأثرت بعدد من التشكيليين الجزائريين والعالميين، مثل محمد راسم، كما تُعجبها طريقة بابلو بيكاسو في التعبير عن نفسه وأسلوبه الفريد في التجريد، وليوناردو دافنشي، الذي يتميّز بغموضه وواقعية فنّه؛ فضلا عن تأثُّرها بفنانين آخرين مثل فان جوخ، وكلود مونيه، وهنري ماتيس، والرسام الإيطالي الشهير تيتيان.
المصدر : صدي البلد