شهدت الفترة الأخيرة قيام بعض المعلمين والمراكز التعليمية بالمتاجرة مع أولياء الأمور والطلاب ببيع المشروعات البحثية الجاهزة للطلاب مقابل مبالغ مالية كبيرة وصلت في بعض المناطق إلى 1000 جنيه.
جاء ذلك بعد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم خلال الأيام الماضية، عن قرار إلزام طلاب الصفوف من 3 ابتدائي حتى 2 إعدادي بإعداد مشروعات بحثية بدلا من الامتحانات التقليدية التي لن تتمكن الدولة من عقدها في اللجان في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد.
وتعليقا على قيام بعض المتاجرين بالإعلان عن بيع البحث بـ 1000 جنيه لطلاب المدارس، قال وزير التربية والتعليم: "من سيدفع لابنه 1000 جنيه لشراء بحث سيؤدذي ابنه، لأنه سيكون بذلك قد حرمه من تعلم كيفية عمل البحث بنفسه.
وأضاف: "بعض الناس يشترون لأبنائهم رخصة قيادة سيارات "مغشوشة" بدون أن يكون الابن مجيدا لـ "السواقة"، ووقتها تكون النتيجة أن حياة الابن تصبح في ضرر وخطر دائم، وبالتالي نفس الشيء بالنسبة لشراء الأبحاث، ففي النهاية الضرر سيقع على الطالب".
وردا على أي محاولة لقيام أي طالب بتقديم بحث منقول أو متطابق مع بحث آخر، أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة لديها "سوفت وير" مخصوص سيكشف عن المشروعات البحثية المتطابقة.
وقال: "أي مشروعات بحثية متطابقة سنطبق عليها قانون الغش فورا"، لافتًا إلى أن عقوبات قانون الغش متدرجة، إما اعتبار الطالب راسبا وتضيع عليه السنة، وصولا إلى العقوبة المغلظة التي تتمثل في حرمان الطالب من الامتحان سنتين.
وأضاف وزير التربية والتعليم: "مش هدفنا نلجأ للعقوبات، بنحاول نقول للناس عندنا فرصة ذهبية للتعلم الحقيقي، وعلى الجميع أن ينتهزها ويلتزم بها، واحنا مش جايين عشان نسقط الولاد، بس الطبيعي إن الطالب يعمل مجهود عشان يطلع السنة اللي وراها "يهتم بالمشروع ويعمله بنفسه"، وأي طالب هيحاول ويبحث ده هيكون محل تقدير وكافي جدا بالنسبة لنا".
وبعد تلاحظ انتشار محاولات المتاجرة بالمشروعات البحثية وبيعها للطلاب، قامت بعض المدارس ومنها مدارس القومية بالعجوزة بمحافظة الجيزة، بإصدار تحذير مكتوب أعلنت خلاله أن الابحاث المطلوبة من الطلاب في جميع المراحل هي أبحاث مجانية.
وأكدت المدارس أن المعلم ليس له علاقة بنجاح أو رسوب الطلاب، في إشارة لعدم الاستسلام لأي محاولات ابتزاز من البعض.
من جانبها، كانت وزارة التربية والتعليم أعلنت عن الطريقة الصحيحة التي يفهم منها طلاب المدارس، كيفية كتابة المشروع البحثي بشكل صحيح.
وقالت وزارة التربية والتعليم: "يجب على الطالب أثناء عملية البحث تدوين المعلومات والنقاط الهامة التي يجدها، لاستخدامها أثناء كتابة المشروع".
وأوضحت أن المشروع البحثي لابد أن يكون مكتوبا بإطار معين، مشيرةً إلى أن هذا الإطار يقوم على: كتابة عنوان الموضوع، ثم الرقم التعريفي الخاص بالمشاركين في المشروع، ثم مقدمة عن الموضوع، ثم عناصر الموضوع المكونة من خلال عملية البحث، والنتائج والملاحظات، مع ذكر جميع المصادر التي تمت الاستعانة بها في تجميع المعلومات الخاصة بالبحث.
ولمزيد من التوضيح، قدمت وزارة التربية والتعليم مثالا جديدا يشرح كيفية إعداد المشروع البحثي لطلاب المدارس من 3 ابتدائي وحتى 3 إعدادي.
وقالت الوزارة: "قد يكون السؤال البحثي كالتالي: "تخيل أنك في رحلة للفضاء.. ماذا تتوقع عن نسب الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، وأثر زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون على الإنسان؟".
وأضافت: "يمكن للطالب أن يبحث هنا عن الكلمات الرئيسية في الموضوع، مثل الغلاف الجوي، ثم يختار الطالب النتائج المتعلقة بالصف الدراسي الذي يدرس فيه".
وتابعت: "لو افترضنا أن الطالب في أولى إعدادي، سيجد موضوعا اسمه كوكب الأرض وأهمية الغلاف الجوي، بداخله محتوى تفاعلي يشرح خصائص الغلاف الجوي والغازات التي يتكون منها وغيرها من المعلومات التي تفيد الطالب في كتابة مشروعه البحثي".
على جانب آخر، أرسلت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني خطابا للمديريات التعليمية بشأن نظام الدراسة والتقويم بالمدارس الخاصة الدولية للفترة المتبقية من العام الدراسي 2020/2019، بعد تعليق الدراسة بسبب الجائحة المرتبطة بانتشار فيروس كورونا.
وأوضحت الوزارة عدة نقاط مهمة، جاءت كالتالي:
– صفوف النقل (من الثالث الابتدائي حتى الثاني الإعدادي) والصفين الأول والثاني الثانوي: بالنسبة للمواد القومية.. يعامل الطالب معاملة أقرانه في المدارس الرسمية؛ حيث يقوم الطالب بإجراء مشروع بحثي تصممه المدرسة لقياس نواتج التعلم للمواد القومية، على أن تضاف درجته إلى درجة الفصل الدراسي الأول.
– الصف الثالث الإعدادي: يعامل نفس معاملة أقرانه في المدارس الرسمية؛ حيث يقوم الطالب بإجراء مشروع بحثي تصممه المدرسة لقياس نواتج تعلم المواد القومية، ويحصل الطالب (بعد اجتيازه المشروع) على درجة الفصل الدراسي الثاني كاملة 100%، وتضاف درجته إلى درجة الفصل الدراسي الأول.
– أما عن باقي المواد الدراسية (المناهج ذات الطبيعة الخاصة) فيجب الالتزام بتقديم المشاريع البحثية واضافتها لنتيجة الفصل الدراسي الأول من خلال إدارة المدرسة، مع الالتزام بتعليمات جهات التقييم الدولي.
– الطالب الذي لا يقدم المشروع البحثي في الموعد المحدد، يكون له دور ثان يتم تحديده قبل بدء العام الدراسي المقبل.
-على كل مدرسة أن تقوم بتصميم وإدارة ومتابعة المشاريع البحثية الخاصة بطلابها والاسترشاد بمعايير المشروعات البحثية التي تعلنها الوزارة، ويتم تسليم النتيجة إلى الإدارة التعليمية لاعتمادها.
المصدر : صدي البلد